محمد كماشين
أسدل الستار مساء الاثنين التاسع من ماي 2022 على فعاليات ملتقى الإبداع الاول لمدينة القصر الكبير وذلك بتنظيم جلستين الأولى حول ” بوح الطاقة الصامتة ” مذكرات بين دموع الألم وابتسامة أمل للكاتب فؤاد الدياز حيث اعتبرت الروائية راضية العمري هذه التجربة بوحا وخلودا رمزيا لحياة أخرى، فهي مجموعة خواطر وأشعار منحت صاحبها العودة للحياة عبر جسر وعي أنيق .
وتضيف الروائية راضية العمري أن الكاتب مقاتل من طراز فريد ، مقاتل واجه سلبيات إلى حيث توجد حيوات أخرى أعمق….
وانطلق الروائي رشيد الجلولي من ” سؤال” القدر وهو يحلل تجربة صاحب بوح الطاقة الصامتة ” من زاوية فلسفية بنفس يصارع القدر ويواجهه .
ولم يتحدث “الجلولي ” عن قدر واحد بل عن أقدار : الحياة ، السجن ، الكتابة كولادة جديدة ، قدر الاعتراف وعن حديثه عن لغة المنجز فقد حافظ صاحبه على صحة اللغة وسلامتها ..
.
الجلسة الثانية كانت حوارية استضافت الكاتب الشاب محمد امین زريوح حول منجز LE MINOTAURE
وقد حاوره الأستاذ هشام الصحراوي بطرح أسئلة حول اهتماماته الأدبية ، وكيف طورها ، حتى أثمرت عملا أدبيا بملامح معينة …اجاب عنها الشاب محمد امين زريوح بعفوية ملحوظة ، أعقبتها دعوته للشباب بالاهتمام بالقراءة …أدار اللقاء الأستاذ محمد اكرم الغرباوي
وكان قد انطلق ملتقى الإبداع الاول لمدينة القصر الكبير مساء السبت الماضي تحت شعار : ” من أجل فعل ثقافي يكرس الاعتراف ” ، بحضور ممثلي الجماعة الترابية ، وطيف من النسيج الجمعوي المحلي ، والمهتمين بالشأن الثقافي من كتاب ونقاد ومبدعين……
الكلمة التقديمية للملتقى الذي أدارت فقراته الإعلامية أمينة بنونة ، عادت للقاص المبدع نجيب كعواشي ومن خلالها أبرز قيمة تكريس أخلاقيات الاعتراف بمبدعي المدينة وإنتاجاتهم في سياق اتسم بالخروج من محنة كورونا التي أفرزت أوضاعا لابد وأن نعيد فيها النظر، وأن نحاول ترميم ماضاع من علاقاتنا الإنسانية والتصالح مع ذواتنا، والاعتراف بإنجازات الآخر و كل من ساهم في خدمة هذه المدينة أو قدم تضحية أو حقق إنجازا.
وباسم مكونات الملتقى ( الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة ، منتدى أوبيدوم للإعلام والتواصل ، جمعية إيزيس ) تحدت الإعلامي محمد كماشين عن بواعث مبادرة ” الملتقى الإبداعي ” والذي لن يلغي الآخر ، ولن يحل محله ، وانما سيسعى إلى احتضان المبدعين وفق مفهوم يمتد لمختلف مناحي الحياة تحقيقا لتنمية مندمجة.
وتحدث كاتب المجلس الجماعي الأستاذ رشيد الصبار مثمنا مبادرة ” الملتقى ” الداعية إلى تكريس الاعتراف بالطاقات المحلية وغيرها ، والتي تنسجم مع أهداف المجلس الذي ما فتىء يسعى لذلك من قبيل إطلاق أسماء مجموعة من الأعلام على المنشآت الثقافية والرياضية والشوارع، وتعزيز البنية الثقافية ، وختم الأستاذ الصبار بتأكيده على دعم فكرة ملتقى الإبداع وتطويرها.
ووطأ للجلسة العلمية النقدية الأولى الروائي الأستاذ رشيد الجلولي بكيف استطاعت حاضرة القصر الكبير إنجاب أسماء روائية بارزة أسهمت في التنامي السردي المغربي الذي اضحى توجها بارزا .
وترأست الأستاذة الروائية راضية العمري أشغال الندوة النقدية لمنجز جنازة بدون ميت للروائي الاديب محمد الجباري ، فبعد الترحيب بالضيوف ، والتذكير بعطاءاتهم الفكرية اعتبرت الرواية رحلة بين الحب والكراهية ، بين الانحدار الأخلاقي والعفة ، في فضاءات متعددة، فهي محاولة إبداعية سلسة بين الحياة والموت ، والموت والحياة ..
وتحدث الأستاذ الشاعر الطيب المحمدي في مداخلته عن لغة رواية جنازة بدون ميت ، وكيف كانت لكاتبها القدرة على اختراق دنيا الشعر والعبور إلى وجدان القارئ بتوظيف محسنات بلاغية طعمت أحداث الرواية .
وبعدما استعرض الأستاذ الطيب المحمدي نماذج لما أشار إليه من توظيف للغة الشاعرة ، خلص إلى اعتبار المؤلف شاعرا لبس لباس الروائي، كما أشار إلى تأثر الكاتب بفضاءات مدينته ومكان إقامته بالمهجر محققا متعة ذاتية لنفسه وللمتلقي…..
وأطر الدكتور حسن اليملاحي مداخلته ب ” في بلاغة جنازة بدون ميت” حيث سافر في عوالم بلاغة المتن الروائي عبر الاتجاهات السردية للرواية ، العلاقات التناصية ، وعوالم العتبات الداخلية و الخارجية ومختلف مرجعياتها من دينية وفلسفية وغيرها، .فالرواية يضيف الدكتور حسن اليملاحي سلطت الضوء على نماذج إنسانية تستدعي موضوعات مختارة كالحب والخوف …وتقدم نماذج تعكس الحس الفني للروائي محمد الجباري القادم للرواية من عوالم القصة القصيرة .
وخلص الدكتور عزيز الهلالي الذي انطلق في مداخلته من التساؤل عن تجلي حقيقة شخصية الكاتب في أعماله ، إلى أن رواية ” جنازة بدون ميت” كُتبت بأسلوب جميل سلس وشيق، حيث نجح الكاتب، في لحظات عديدة، في استدعاء الذاكرة، كما أبان عن مقدرة في الربط بين تفاصيل الأحداث، بشكل أظهر فيه جمالية الإبداع، كما وظف مخزونا مخياليا فيه قدر من التشويق، أبطل مفعول الأفق التوقعي للمتلقي، وسخر تقنيات إبداعية لإبراز قيم جديدة / أقنعة باتت مظهرا أساسيا من مظاهر الوجود المجتمعي!!!
وتميز اليوم الثاني من الملتقى بالعرض الشعري الموسيقي ” عبور ” لصاحب ديوان ” محض مزاج ” الشاعر محمد عابد الذي قدم تذكرة سفر ذهابا وإيابا وتيها من الشعر نحو جغرافيات إبداعية أخرى في محاولة لخلق حوار بين الشعر والموسيقى والصوت والصورة والحركة، وتحويل الحالات إلى إيقاعات …. بمشاركة وصال رضى ، رمزي العكباني، خالد بلعزيز .
بعد ذلك التقى الحاضرون مع عرض شريط ” مسار ” عن حياة الإعلامي والرياضي والتربوي محمد المؤذن من إخراج الشاب هشام الرزيقي وإنتاج منتدى أوبيدوم للاعلام والتواصل وفرع الجامعة للجميع للتعلم مدى الحياة بمدينة القصر الكبير .
وهكذا تابع الحاضرون كلمة الروائي زكرياء الساحلي تضمنت تذكيرا من كون إنجاز شريط مسار عن حياة الأستاذ محمد الموذن جاء في إطار حفظ الذاكرة المحلية التي بدأت مع بوابة القصر الكبير الإلكترونية ومنتدى اوبيدوم للاعلام والتواصل والتي صادفتها مجموعة من الإكراهات كغياب الارشيف وضعف مصادر التوثيق وانعدام التمويل ، وما تم إنجازه تم بشكل تطوعي الهدف منه العطاء من أجل المدينة.
وقدمت الاعلامية والمدونة الاستاذة أسماء التمالح شهادة حول التجربة الإعلامية للمحتفى به ، كما قدم الروائي رشيد الجلولي شهادة في حق الأستاذ محمد الموذن باستعراض جوانب من شخصيته..
وبكلمات مؤثرة شكر الاستاذ المؤدن كل الداعمين لفكرة الاحتفاء به ، رد عليها السيد محمد السيمو رئيس المجلس الجماعي بكلمة تضمنت تبني المجلس لكل الاقتراحات والمبادرات التي تسعى لتنمية وتطوير المدينة وإبراز هويتها
الساهرون على ملتقى الإبداع الاول لمدينة القصر الكبير خصصوا شواهد تقدير ومشاركة لكل المساهمين في إنجاح المحطة الأولى لمبادرة طموحة تسعى لتكريس الاعتراف ، كما تم الاحتفاء بمؤسسة علال بن عبد الله الاعدادية بعد تحقيقها للمراتب الاولى في مسابقة متعة القراءة ، والرتبة الاولى كذلك جهويا في الاقصائيات الجهوية للمهرجان الوطني للفنون التشكيلية .