بقلم : أمل الطريبق
هي سيدة مسكونة بالابداع بصيغة المفرد المتعدد، ورائدة منتصرة لقضايا النساء، تترافع عن حقوقهن الثقافية من مختلف المواقع التي شغلتها.
بادرت بمعية أديبات مرموقات على الصعيد الوطني كالباحثة الاكاديمية العالية ماء العينين والناقدة زهور كرام، والمناضلة الاعلامية بديعة الراضي وغيرهن الي تأسيس رابطة كاتبات المغرب كحاضنة للمبدعات المغربيات وجامعة لشملهن طموحها الارتقاء بانتاجاتهن الأدبية من شعر وقصة ومقالة و رواية ونقد ورسم وتشكيل، وافساح المجال لهن ليقلن كلمتهن ويؤكدن حضورهن في المشهد الثقافي الوطني إسوة باشقائهن الرجال من أجل خدمة الوطن وتنميته وابراز اصالته وعراقته. فالثقافة قوام تلاحم أبناء الأمة ومرآة عاكسة للحضارة والتنوير والحداثة.
كانت عزيزة يحضيه عمر اشقواري معتزة بالثقافة الوطنية المتعددة الروافد ولاسيما المكون الحساني الذي عملت على التعريف به شعرا من خلال دواوينها :حناء الصحراء زعفران 1993وبوح طانطان 1998 وكذلك من من خلال طقوسها اليومية من لباس، وإعداد الشاي الصحراوي، واكلات خاصة بالمنطقة وترديد الأمثال الشعبية المتداولة في مجتمع البيضان والأشعار الحسانية وغيرها وبذلك تعتبر خير سفيرة تعرف بتقاليد وعادات الصحراء المغربية.
كرست الراحلة عزيزة يحضيه عمر حياتها للترافع عن القضية الأولى سواء بالشعر او بالكتابة الصحفية او من خلال الندوات الفكرية والتظاهرات الثقافية التي تشارك فيها داخل الوطن وخارجه.
زاولت المرحومة عزيزة قيد حياتها مهنة التدريس بالمعهد العالي للصحافة والاعلام وحرصت كل الحرص على تكوين الطلبة وتدريبهم على التواصل الفعال كما اشاعت في المعهد روح العمل ونكران الذات من أجل حذق الطلبة لمهنة الصحافة لقدسيتها وجلالتها.
و اديبتنا حاصلة على الدكتوراه في الإعلام والاتصال من مدريد وبالممارسة صارت اعلامية يشهد علي تميزها القاصي والداني.
عشقت الوطن حتى النخاع وتيمها سكون الصحراء وشموخ الجبال، وانبساط السهول وصفاء الأجواء إضافة إلى الرصيد الحضاري والثقافي للمغرب الحبيب. أوثرعنها قولها :لو لم أكن مغربية لسعيت إليها
وكيف لا وهي شهدت حدث المسيرة الخضراء ورات بأم عينيها تلك الحشود القادمة من مختلف جهات المملكة ملبين نداء الوطن متحدين وملتحمين بالملك الراحل مبدع المسيرةالخضراء الحسن الثاني طيب الله ثراه، ورافعين المصاحف والاعلام الوطنية مجتمعين على كلمة واحدة وهي تحرير الصحراء واسترجاعها الي حظيرة الوطن حينها تشكل وعيها الوطني وتنامي حبها للوطن مدركة ان الوطن هو الأجدر بالتضحية واسترخاص كل نفيس نظرا لقيمته في حياة الإنسان.
عرفت الراحلة عزيزة يحضيه عمراشقواري بمبادراتها الرائدة حيث خصصت يوم 9مارس عيدا للكاتبة كمااحدثت مسابقة إبداعية وخصصت جائزة للكاتبة الفائزة بين الكاتبات العربيات.
وتشاء الاقدار ان ترحل عن دنيانا وهي في عنفوان العطاء، وقمة التألق يوم 28/1/2022 بأحد المستشفيات بالدار البيضاء ووري جثمانها بطانطان مسقط راسها وسط ذهول اسرتها وأخواتها أعضاء رابطة كاتبات المغرب وكل اخوانها واصدقائها من مبدعين واعلاميين وجمعويين.
ستظل المرحومة حية بيننا بمنجزاتها وعطاءاتها التي خلدت اسمها بين اعلام الوطن الذين يعترف لهم بالفضل كل في مجاله.
