يوسف الريسوني
استبشرت ساكنة مدينة القصر الكبير خيرا بعد انطلاق أشغال مسجد أبي المحاسن يوسف الفاسي بمحج محمد السادس / مدخل القصر الكبير جهة العرائش ، خاصة وأنه يقع بموقع حيوي وقد خصصت له مساحة كبيرة بغلاف مالي محترم .
إلا أنه بعد سنوات من العمل بالمسجد الجديد الذي انتظرت الساكنة أن يكون في مستوى المساجد التي أشرفت عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببعض المدن كمكناس ( مسجد محمد السادس ) وغيرها…أصيب كل من عاين وشاهد المسجد في حلته النهائية بخيبة أمل مقارنة مع ما تحتظنه مدينتنا التي عرفت بكثافة بيوت الله ، وجمالية رونقها ، وأحيانا تفردها بخصوصياتها المعمارية الفريدة كما هو الشأن بالمسجد الاعظم ب ” عدوة باب الواد ” ، والمسجد السعيد بعدوة ” الشريعة ” وغيرها من الزوايا التي لامثيل لها لما تحمله من رمزية ودلالات بعدما كانت مزارات أو مدارس تحصيل لملوك وسلاطين وعلماء ….
_ والحقيقة أن التصميم النهائي لمسجد أبي المحاسن فضح عيوبا على المستوى الهندسي الذي لا يرتبط بالهوية المعمارية لمساجد المدينة ذات المزيج الاندلسي المغربي الذي يتميز بأقواسه المميزة ، وزخارفه ، ونمنماته ذات الألوان المعينة …
كما أن المظهر الخارجي للمسجد يحيل إلى أننا أمام واجهة تجارية لتعدد ابواب المحلات ، أكثر مما يحيل إلى أننا أمام مؤسسة دينية لها ارتباطها الروحي ورمزيتها الدينية !!!
_ بوابات المسجد التي تطل مباشرة على الفضاءات الخارجية لا تعلوها سقائف تقي الوافدين حبات الأمطار التي تأكد امتدادها إلى داخل المسجد !!!!
_ وجود شقوق بالواجهة الخارجية للمسجد رغم حداثة البناء !!!!
_ ضعف الإنارة الداخلية بمحيط المسجد !!!
_ تصميم الولوجيات الخاصة بذوي الاحتياجات غير مناسب تماما ويحتاج إلى إعادة التصميم لتيسير الولوج بطريقة سلسلة !!!!
والحقيقة … توجب الإقرار بأن الوزارة الوصية تتعامل بمكيالين مع تشييد مساجدها بالمدن المغربية فشتان بين المساجد ذات المواصفات المعمارية التي تحترم الخصوصيات المحلية ومسجد ابي المحاسن بالقصر الكبير الذي يؤكد مقولة تصنيف حاضرتنا بالصف الثاني …
ويبقى الباب مشرعا للطيف الجمعوي المهتم بالتراث المعماري ، وللمنتخبين للترافع من أجل مدينة وجب أن يكون قدر الاهتمام بها من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بقدر ما تجنيه هذه الوزارة من مدينتنا ./.
