حسن الطريبق:” فريد في بابه

21 أبريل 2022

ذ – عبد المالك العسري :
حتى الموت يستعصي عليه إماتة الشعراء ،لأنهم وقود الخيال ،بلغته الانيقة كان الشاعر حسن الطريبق يبرز لنا جمال الوجود في عوالم اكثر دهشة وجمالا .
على هامش وفاة الشاعر حسن الطريبق استحضر نصا كتبه عنه صديقه المرحوم احمد الهلالي ،رحم الله الشاعر حسن الطريبق

“حسن رجل مرح، صاحب دعابة ونكتة، فاضل وكريم، لا يبخل عليك بما وسعت يده، ذواق للكلمة يتأثر بها ويؤثر بها، خجول حينما يستدعي الموقف أن يكون خجولا، وصلب وقح إذا دعت الضرورة أن يكون كذلك، مرن، يغضب بسرعة ويتراجع بسرعة، قوي الذاكرة، حفاظ، يلتهم كل ما سمعه أو قرأه، كان في طفولته يحفظ لوحه بسرعة فائقة ويستظهره على الفقيه الجباري رحمه الله، فيقول له الفقيه عليك أن تزيد في الحفظ، يقول له ذلك ليمنعه من الخروج لأنه كان مشاغبا ويشتكي منه الرفاق رافعين شكواهم إلى والده أو الفقيه، فيعيد قراءة لوحه ثم يأمره الفقيه بالانصراف دون إعادة الاستظهار ثانية. وإلى الآن، وهو وفي شيخوخته يستظهر معظم ما حفظه زمن الدرس، ياما استظهر وقرأ علينا الرسالتين المشهورتين لابن زيدون: الجدية والهزلية، وكأنه حفظهما لتوه وكذلك حفظ المعلقات السبع أو العشر، أما شعر المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي نواس وغيرهم من الشعراء فحدث ولا حرج، أما الشعر الأندلسي فيمكن لنا أن نقول أن حسن الطريبق رواية ابن زيدون مثقف بمعنى الكلمة يجمع بين الكتابة الصحفية والكتابة الأكاديمية الدالة على البحث والتدقيق، عنيد في حواراته الأدبية والنقدية مع كبار الشعراء أمثال محمد الحلوي وغيرهم.
وحسن الطريبق صديق الجميع لكن مع تفاوت في الدرجة، فعلاقتي به قوية، ولا زالت متينة كما كانت زمن الدرس، فالوشائج والروابط بيننا كثيرة والحديث عنها يحتاج إلى مجلدات ومجلدات فقد حضرت مناقشة رسالتيه لنيل دبلوم الدراسات العليا وكذا في مناقشة رسالة الدكتوراه أطال الله عمره. وحفظه لأبنائه وإخوته. هانحن كما كنا ولا زلنا متقاربين متوادين.
ومن خلال معرفتي العميقة به أستطيع القول إنه فريد في بابه، ونموذج لا يضاهى، لأن ما يتصف به كله فطري وغير مصطنع: حبه، شغفه غضبه، مناجاته، وكل ذلك طبع أصيل فيه، فأسرته بكاملها تتميز باللطافة والحذاقة، وروح التنكينت.
كلما زرته في بيته أشعر كأني في بيتي، وكذلك هو، حينما كان يزورني في الدار البيضاء مع أسرته وأمه رحمها الله، هذه هي الأسرة الطريبقية المجبولة على الكرم وحبها للغير ،.
المرحوم احمد الهلالي ” (الكتابة في زمن الجائحة – خواطر وذكريات )

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading