” عمي علي ” (05)

8 أبريل 2022

ذ . إدريس حيدر

صعد ” عمي علي ” إلى أعالي الجبل قصد تفقد الوضع ، فلم يعثر على الرجل / الماعز و زوجته ” خدوج السحارة ” ، و تأكد أنهما رحلا إلى مكان مجهول .
فكر مليا في الأمر و في تداعيات غيابهما و انقطاع موسيقى الكائن الغريب و انعكاس ذلك سلبا على سكان القرية الذين سيحزنون.
قرر إذن ” عمي علي ” أن يلبس جلودا و أن يتقمص دور الرجل / الماعز .
و هكذا بدأ يصعد الجبل خفية و من هناك يعزف على آلة الرجل / الماعز التي تركها له ،كما استمر في إحياء تلك الحفلة السنوية .
فرح الجميع و عادت البسمة إلى وجوههم و اقبل جلهم على الحياة بشكل عادي .
الكل كان يعلم أن الرجل / الماعز قد رحل ،و أن ” عمي علي ” هو الذي يقوم بدوره ، إلا أنهم تواطئوا من أجل إخفاء الحقيقة و عدم الخوض فيها ،بغية الاستمتاع بلحظات سعادة هاربة و مؤانسة مرغوبة .
إلا أن صحة ” عمي علي ” اعتلت ،و سقط طريح الفراش لمدة غير قصيرة مما جعل المرض ينخر جسمه النحيل و العليل.
حزن سكان القرية على وضعه المرضي ،خاصة و أنه كان محبوبا لدى الجميع ،لأنه و فضلا عن طيبوبته ،كان قد أصبح لديهم ، رمزا للسعادة و الانفراج و المتعة ،لكونه يؤنسهم و يسعدهم في الليالي الموحشة بمعزوفاته الموسيقية .
ازدادت مع مرور الأيام، صحته تدهورا و سوء .
و في إحدى الصباحات عُثِرَ عليه في فراشه جثة هامدة . كان قد فارق الحياة .
موته ترك فراغا كبيرا ،و تساءل بعض القوم :
” من بمقدوره بعد الآن ، مؤانستهم بالعزف على آلته الموسيقية ” الغيطة ” و تشنيف اسماعهم بجميل الأنغام ؟

يتبع …

تشكيل : إدريس حيدر.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading