الطالبتان الباحثتان : سناء ابن قاسم و ارحيمو مزالة
نظم المركز المغربي ” دراسات ” للثقافة والآداب والأبحاث التربوية، بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية وتنسيق وتعاون مع كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان ندوة علمية وطنية في موضوع ” البحث العلمي والابتكار في التعليم العالي ورهانات النموذج التنموي الجديد “، وذلك يوم الخميس 31 مارس 2022، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل، المدرج الجديد القاعة 46.
ولقد شارك في هذه الندوة ثلة من المتخصصين الذين قدموا مداخلات نوعية علمية تصب في صميم الموضوع، وتتمثل في :
مداخلة افتتاحية للدكتور “مصطفى الغاشي” أستاذ التعليم العالي وعميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمارتيل حول ضرورة إرساء نموذج تنموي يحقق طفرة علمية تستجيب للمعنى العميق لكلمتي البحث والابتكار، حيث أكد أن الجامعة المغربية أمام رهان قوي هو تجويد دور العلوم الإنسانية والاجتماعية، في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19، لكن خارطة الطريق الحديثة التي تبنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار تبشر بمعالم جديدة لأفق تعليمي جامعي تنموي منفتح.
مداخلة البروفيسور “رجاء أغزادي” حول دور التكوينات في إصلاح الجامعة المغربية”
Formation et recherche scientifique à la base de la réforme de l’université marocaine، وقد أكدت الدكتورة أغزادي، وهي طبيبة جراحة وعضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد، على أهمية تجاوز العقبات، والمشاكل المتعلقة بالبحث العلمي من خلال الانفتاح على مختلف الشركاء، مع تعزيز وتقوية الرأسمال اللامادي، لأن رهان الجامعة اليوم هو تحقيق نموذج لجامعة مغربية منفتحة، وانطلاقا من مجال تخصصها فإن الدكتورة “رجاء أغزادي” لم تتوان في الإشارة إلى مفهوم مصاحبة الطالب صحيا وعلميا طيلة مساراته الجامعية
مداخلة الدكتور “محمد العمراني بوخبزة” أستاذ التعليم العالي وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمارتيل، وعضو اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي الجديد حول ” البحث والابتكار ودور الشركاء ” حيث انطلق من سؤال جوهري وهو: هل نؤمن بالبحث العلمي؟، إن الجواب عن هذا السؤال يمكننا من تطوير مؤهلات ومهارات الطلبة الباحثين باعتبار أن نسبة كبيرة من الشباب في وضعية عطالة فكرية ومهنية، وأمام هذا المعطى ينبغي تجنيد كل الشركاء للاستثمار في العنصر البشري، دون أن نغفل أهمية الصناعة الرقمية أو التكنولوجيا الرقمية ودورها في البحث العلمي. مع ضرورة الارتقاء بالتنمية المجالية وبالثروة المائية.
مداخلة الدكتور “خالد الصمدي” أستاذ التعليم العالي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي سابقا، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين حول ” المدرسة المغربية في سياق التحولات، أي نموذج تربوي من أجل تفعيل النموذج التنموي ” وتطرق إلى سؤال مهم وهو كيف يمكن للمغرب أن يصبح منصة للابتكار والاستثمار؟ لأن الاستثمار في البحث العلمي والابتكار يُمَكِّن من تحقيق ثروة علمية، من حيث تجديد عمل المختبرات، وإنشاء جامعات افتراضية.
أما المداخلة الأخيرة مداخلة الدكتور “رشيد المدور” أستاذ التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني، وعضو المحكمة الدستورية سابقا حول ” حكامة البحث العلمي الجامعي ” فقد ركزت على أن “المعرفة قوة والقوة معرفة” من خلال هذه الثنائية اعتبر د. رشيد المدور الذي يكرس وقته وجهده لمناهج وتقنيات البحث العلمي، اعتبر أن الجامعة عليها أن تعيد مفهوم بناء الباحث، مع ضرورة إخضاع البحوث إلى شروط المعرفة من أصالة ومصداقية؛ من أجل إخراج بحث أصيل، مع ضرورة تلقين أدوات وأساليب البحث العلمي للطلبة الباحثين.
وقد قام بإدارة وتسيير أشغال الندوة رئيس المركز المغربي دراسات للثقافة والآداب والأبحاث التربوية، الدكتور عبد المجيب رحمون، أستاذ زائر بماستر الكتابة النسائية بكلية الآداب بمارتيل. واستنادا إلى هذه المداخلات، اشتملت الندوة على عدة محاور رئيسية مترابطة فيما بينها، بحيث كلها تطرقت إلى واقع البحث العلمي في المغرب، وأهم المعوقات التي جعلته يتراجع، وكذا دور النموذج التنموي الجديد في تحقيق طفرة علمية تتحقق على مستوى البحث العلمي والابتكار، إضافة إلى بعض الحلول أو ما يطمح إليه هذا النموذج التنموي من أجل تحقيق نتائج مرضية في هذا المجال؛ كضرورة تجديد مادة المناهج داخل الجامعات، وإعادة النظر في الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والابتكار.
وفي نهاية أشغال الندوة تم فتح المجال للنقاش أمام السادة الحاضرين الذين قدموا مداخلاتهم، وذلك من خلال طرح مجموعة من التساؤلات بخصوص موضوع الندوة، وكذا تقديم مداخلات قصيرة أغنت محاورها العلمية. وشكل هذا الحوار الجاد أرضية خصبة للخروج بتوصيات مهمة ارتبطت كلها بضرورة تعزيز الرأسمال البشري وتثمين دوره، ثم تجديد أساليب البحث العلمي، وضرورة الانفتاح على مختلف الشركاء، ومواكبة ومصاحبة الطالب خلال مساره العلمي.