التحولات السياسية الاجتماعية الثقافية …وطمس الهوية ….

12 سبتمبر 2021

_  الفنان محمد الرايس **
يمر العالم بظروف   كان لها تأثير سلبي على مجريات الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية عالميا ، وتحديدا  على الحقوق الاجتماعية بسبب الأزمات المالية وتراجع قوى  اليسار في جل دول المعمور ،  فمثلا حزب التقدم والاشتراكية ( الشيوعي زمن الاتحاد السوفياتي ) الذي ألفناه  فترة علي  يعتة وعايشنا خطابه من أجل الكادحين  في شبابنا ليس هو حزب اليوم الذي غير شعاره المعروف  بالمطرقة والمنجل  ، وحزب الإتحاد الاشتراكي أيام عبد الرحيم بوعبيد تراجع كثيرا  وجل رموزه شاخت  وهرمت ،   والكثير من رواده ورموزه رحلوا الى دار البقاء ،  والأجيال التي خلفتهم فيما بعد  لم تكن قادرة على الإستمرارية في  درب النضال بنفس الوتيرة و المواقف السابقة ،  والكل أصبح هاجسهم الوحيد الحصول على مقعد   بلدي جهوي وبرلماني….
 إن الأحزاب السياسية التقدمية تراجعت في العديد من الدول  وفقدت مصداقيتها والأرضية الصلبة الشعبية،  بسبب عزوف الشباب وانعدام الثقة ، وغياب الوعي  والجهل والفقر المدقع  ,  والاهتمام بالمظاهر الزائفة في المواقع الاجتماعيه العنكبوتية   فالكل أصبح يركض ويجري وراء المصالح الفردية ..
كما أن هناك تأثير للخطاب الديني  على السياسة وهذه الظاهرة هي ليست محلية بل     فرضها واقع العولمة والتكنولوجيا الرقمية والانترنت ، وكان لها تأثير كبير على  العالم العربي والاسلامي والغرب المسيحي  ، والدليل على ذلك  الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يحمل  دوما  الإنجيل في حملته الإنتخابية ، و هذه المظاهر أدت بالمزيد من التطرف والتعصب الديني والعرقي  وتنامي  الكراهية ضد المهاجرين  الشيء الذي أدى إلى بزوغ نجم الأحزاب السياسية الفاشية المتطرفة في أوروبا   وباقي دول العالم ، وبإختصار  محيط   شباب الثمانينات ليس هو جيل الألفية الثالثة و شباب المواقع الإفتراضية… والأحزاب السياسية اليوم أصبحت شبه  مقاولات رأسمالية تجارية  ، تنظم مهرجانات  موسمية  فلكلورية ( بحال موسم  سيدي رحال ومولاي إبراهيم  ) تظهر  دكاكينها فقط أيام  الحملة الانتخابية… ولا تؤطر ولا تتواصل  ولا تقوم  بأدنى  توعية ، وليس لها إيديولجية ملموسة و واضحة المعالم  , و العديد  من يتم  تزكيتهم من طرف بعض الأحزاب    التي تحضر ” طبخ ” لوائحها  في  عشرة أيام ،  و غالبية الوجوه يتم اختيارها بعشوائية ، وفئة لم يكن   لهم  إنتماء حزبي  وماضي نضالي  ووطني يذكر ،  ولا سياسي وجلهم مستواهم الثقافي محدود جداً  … غالبيتهم ” بزناسة وهصلاصة ”  أو سمهم ما شئت… غرضهم الوحيد المصالح الشخصية الضيقة.. وعينهم على جزء من الكعكة.. وغالبية الأحزاب التي ينتمون إليها كرطونية وصغيرة  ,  همهم الوحيد السباق للحصول على مواقع بدون مواقف ولا غيرة وطنية صادقة ،  وما  نشاهده  عن بعد من صور  غريبة لا تبث  بحملات انتخابات تتسم بمظاهر التحضر  والتوعية الهادفة… واقع حزين ولن يخدم لا تنمية إجتماعية ولا بشرية  ولا ثقافة هادفة بمفهومها الصحيح ، الفوضى تطال كل المجالات … الكل أصبح صحفي بلا دراية وممارسة و هب ودب يحلل ، وبلا تكوين في معاهد صحافة واعلام ،  وفي شتى  أنحاء الثقافة والإبداع و الفنون … أصبحنا نلمس  فوضى لا تطاق .. و أصبح الكثيرون  يلقبون أنفسهم  فنانين تشكيليين  بين عشية وضحاها بدون  ممارسة فنية تشكيلية حية تشتغل بفطنة وبوعي انها من المحلية  وتتفاعل مع تجارب إنسانية كونية و تحاول فهم لماهية رسالة الفن  وخطابه داخل المجتمع… والغالبية الذين ينشطون في مجال التعبير التشكيلي ليسوا بخريجي مدارس الفن المتخصصة والمعاهد  العليا وكليات الفنون  ومجرد مبتدئين وهواة وبلا مسار بحث فني ملموس وتصور فكري محسوس ،  والعبث يطال كل شيء. .. وما يسمى بدور الثقافة جلها  شبه قاعات  للأعراس والأفراح  والحفلات  والمناسبات الخاصة ،  وانشطتها عابرة وبدون تأثير  على المجتمع شبيهة بأنشطة مدرسية محدودة في  الرؤية بسبب غياب سوء التنظيم..  ومن يسير البرامج الثقافية المحلية  لا يفقه في مجال الشأن الثقافي والفنون والآداب والتراث…  ولا يفرق بين  التقليدي والحديث وجل الجمعيات تافهة .. ختاما  تدوينتي هي مجرد تعبير عفوي  ورأي خاص ولا يمس أية جهة  …لست لا بصحفي ولا بمحلل ولا بمفكر ولا ناقد متطفل ينعت نفسه بلا خجل ولا حياء باحث جمالي ، بل مجرد خريج معهد وطني للفنون الجميلة  هاجر  من أجل الدراسة الفنية العليا قصد فهم لغة التشكيل بمفهومها الصحيح  ، وإنسان غيور يحب الخير لبلده  بالرغم أني قررت مصيري بالمهجر وأتمتع بكل الحقوق الاجتماعية   أحب وطني وأتمنى له الرفاهيه والاستقرار تحت رمز الوحده الوطنيه جلالة الملك محمد السادس نصره الله..
* *محمد الرايس  فنان تشكيلي بصري خريج المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة بديجون فرنسا ……..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading