شعر : الديمقراطية

الشاعر : احمد الطود :

لـنـا دِمُـقْـراطـيَّـةٌ

أوْقـعـتِ الـزرزورْ

فـي حـبِّـهـا

فـطـار فـي أوهـامِـهِ مُـعـتـقِـداً

بـأنَّـهُ نـسـرٌ مـن الـنُّـسـورْ

وتـاهَ عـن زُرزورةٍ

كـانَـا مـعاً يـمـارسـانِ الـحـبَّ خـلـفَ الـسُّـورْ

.
.
.ـنـا دِمُـقـراطـيَّـةٌ

… ولـمَّـعـتْ بـالـنُّـورْ

كـلَّ الـخـفـافـيـشِ الـتـي تـرتـعُ فـي الـديْـجـورْ

فـرقـصـتْ مـن شـدَّةِ الـحُـبـورْ

وصـوَّتـتْ : نـعـمْ .. نـعَـمْ

– كـمـا يُـغـنِّـي الـمـطـربُ الـرَّسْـمـيُّ – للـدسـتـورْ

.
.
.ـنـا دمـقـراطـيَّـةٌ

أنْـبـتَـهـا الـمـكـرُ نـبـاتـاً حـسـنـاً

فـي تُـربـةِ الإمـلاقِ والأمِّــيَّـهْ

وهـكـذا

شـبَّـتْ عـلـى الـريـاءِ والـفـجـورْ

.
ـنـا دمـقـراطـيـةٌ

مـقـدَّمُ الـحـارةِ مِـنْ أقـطـابِـهـا

صـارَ بِـهَا

مـهـنـدسَ الإيـداعِ والـتـدبـيـرْ

فـانـتـفـخـتْ جـيـوبُـهُ

كـأنَّـهـا حـقـائـبُ الـوزيـرْ

.لـنـا دمـقـراطـيَّـةٌ

أضـحـكـتِ الأمـواتَ فـي الـقـبـورْ

فـهْـي الـتـي قـد ضـاعـفَـتْ

ثـروةَ كـلِّ قـاهـرٍ

ومـسـحـتْ بـالـشـوْكِ ..

دمـعَ الـبائـسِ الـمـقـهـورْ

.
.
.

لـنـا دمـقـراطـيـةٌ

قـد مـنـحـتْ

فـي الـسـجْـنِ حـقّـاً مـطـلـقـاً

لـمـنْ يُـريـد الـحـقَّ فـي حـرِّ يَّـةِ الـتـعـبـيـرْ

.
.
.

لـنـا دمـوقـراطـيـةٌ

إلـهـةٌ

لـم يـعـبـدِ الـيُـو نـانُ مـثـلَـهـا

تـفـعـلُ فـي الـبـلادِ والـعـبـادِ فـعـلَـهـا

وسـعْـيُـهـا مـشـكـورْ

وذنْـبـهـا مـغـفـورْ

.
لـنـا دمـوقـراطـيـةٌ

تـسْـتـقـطِـبُ الأحـزابْ

بـكـلِّ مـا لـذَّ وطـابْ

مـنَ الـطَّـعـامِ و ( الـحـلاوى ) و الـشـرابْ

حـتَّـى تـراهـا كـالـدُّمـى تـدورْ

مـع الـزمـانِ مـثـلـما يـدورْ

.
.
.

لـنـا دمـوقـراطـيـةٌ

قـد جـعـلـتْ عـلـى خـواءِ رأسِـهـا شـاشـيـهْ

وفـي حـزام خـصـرهـا الـغـلـيـظِ عـلَّـقـتْ

هـراوةً قـمْـعـيَّـهْ

وسـارَ فـي مـوكـبِـهـا الإرْهـابُ والـغـرورْ

.
.
.

لـنـا دمـقـراطـيَّـةٌ

تـفـعـلُ فـي الـسـرِّيَّـهْ

نـقـيـضَ مـا تـقـولُ فـي الـمـنـابـرِ الـرسْـمـيَّـهْ

ولـيس تـدري أنـهـا فـي غـيِّـهـا تـسـيـرْ

.
.
.

لـنـا دمـقـراطـيـةٌ

شـوهـاءُ حـربـائـيَّـهْ

فـتـارةً تـبـدو لـنـا بـيـضـاءَ كـالأكـفـانْ

وتـارةً صـفـراءَ كـالـمـنـيَّـهْ

وتـارةً زرقـاءَ مـثـلَ سـمِّـهـا

وتـارةً سـوداءَ مـثـل ظُـلـمِـهـا

لـكـنَّـهـا فـي أغـلـبِ الأحـيـانْ

تـخـتـلـطُ الألـوانْ

فـلا يُـرى عـلـى مُـحـيَّـاهـا سـوى

مـوتِ الـضـمـيـرْ

.
.
.

لـنـا دمـوقـراطـيـةٌ

تـدرسُ فـي مـدرسـةِ الـشـيـطـانْ

فـهـمُّـهـا الـوحـيـدُ أنْ

تـسْـحـقَ إنـسـانـيّـةَ الإنـسـانْ

لـعـلَّـهـا

تـخـلـقُ شـعـبـاً داجـنـاً

مِـنْ ألـطـفِ الـحـمـيـرْ .