متاهة ( 01)

10 سبتمبر 2021

الاستاذ : إدريس حيدر

اسمي : عثمان القوسي، أبلغ من العمر 26 سنة ،حصلت كغيري من الشباب الذين هم في مثل عمري على الإجازة في الحقوق ،و نظرا لكون عائلتي متعددة الأفراد، و تتكون من أربعة أبناء يتامى ، انا أكبرهم ،ذلك أن أبي توفي بعد إصابته بسكتة قلبية مباغتة و هو لازال في عقده الخامس.

و بعد وفاة والدي ،عملت أمي خادمة في بعض البيوت ،حيث كانت تتقاضى مالا قليلا ،فقط ، لسد رمق أفراد العائلة .في حين أنني لم أجد عملا امتهنه لمساعدة والدتي على تغطية المصاريف العائلية التي تثقل كاهلها، فانتسبت ، إلى الجمعية الوطنية لحاملين الشهادات المعطلين ،فرع مدينتي ،و قد خضت بجانب باقي المعطلين نضالات مختلفة من أجل الاستفادة من حق أساسي في الحياة و هو : العمل.
باءت كل مجهودات بالفشل ،نظرا لكوني كنت ابحث عن عمل إداري يوازي ماديا و معنويا الشهادة الجامعية التي حصلت عليها.
و إذن قررت أخيرا، أن ابحث عن أي عمل و كيفما كان …
عملت في البداية نادلا في المقهى ،ثم بائعا متجولا للخضراوات، فحارسا للسيارات.
و لم اكن استقر كثيرا في الأعمال التي أمارسها، لطبيعتها التي لا تناسبني و لكون أرباب العمل الذين أشتغل لديهم كانوا يعاملونني معاملة لا تليق بي .
و أخيرا أقنعني صديقي ” بوشتى” بضرورة الانتساب لمدرسة تعليم السياقة للحصول على رخصتها و العمل سائقا لسيارة أجرة صغيرة ،مؤكدا أن هذا العمل ربما سيحفظ كرامتي و يناسب مؤهلاتي و أن كثيرا من الدكاترة يعملون سائقي سيارات الاجرة كما هو الامر في دولة : ” مصر “.
و لم اكن اعلم أن بامتهاني هذا العمل ،اخترت السفر إلى الجحيم .

يتبع …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading