الاستاذ : إدريس حيدر
اسمي : عثمان القوسي، أبلغ من العمر 26 سنة ،حصلت كغيري من الشباب الذين هم في مثل عمري على الإجازة في الحقوق ،و نظرا لكون عائلتي متعددة الأفراد، و تتكون من أربعة أبناء يتامى ، انا أكبرهم ،ذلك أن أبي توفي بعد إصابته بسكتة قلبية مباغتة و هو لازال في عقده الخامس.
و بعد وفاة والدي ،عملت أمي خادمة في بعض البيوت ،حيث كانت تتقاضى مالا قليلا ،فقط ، لسد رمق أفراد العائلة .في حين أنني لم أجد عملا امتهنه لمساعدة والدتي على تغطية المصاريف العائلية التي تثقل كاهلها، فانتسبت ، إلى الجمعية الوطنية لحاملين الشهادات المعطلين ،فرع مدينتي ،و قد خضت بجانب باقي المعطلين نضالات مختلفة من أجل الاستفادة من حق أساسي في الحياة و هو : العمل.
باءت كل مجهودات بالفشل ،نظرا لكوني كنت ابحث عن عمل إداري يوازي ماديا و معنويا الشهادة الجامعية التي حصلت عليها.
و إذن قررت أخيرا، أن ابحث عن أي عمل و كيفما كان …
عملت في البداية نادلا في المقهى ،ثم بائعا متجولا للخضراوات، فحارسا للسيارات.
و لم اكن استقر كثيرا في الأعمال التي أمارسها، لطبيعتها التي لا تناسبني و لكون أرباب العمل الذين أشتغل لديهم كانوا يعاملونني معاملة لا تليق بي .
و أخيرا أقنعني صديقي ” بوشتى” بضرورة الانتساب لمدرسة تعليم السياقة للحصول على رخصتها و العمل سائقا لسيارة أجرة صغيرة ،مؤكدا أن هذا العمل ربما سيحفظ كرامتي و يناسب مؤهلاتي و أن كثيرا من الدكاترة يعملون سائقي سيارات الاجرة كما هو الامر في دولة : ” مصر “.
و لم اكن اعلم أن بامتهاني هذا العمل ،اخترت السفر إلى الجحيم .
يتبع …