افكر بصوت عال : على هامش الحرب الروسية / الأوكرانية :

1 مارس 2022

ذ : إدريس حيدر

شنت ” روسيا ” أخيرا حربا شرسة على ” أوكرانيا ” ، حيث وجهت هجوماتها من كل الجبهات : برا، بحرا و جوا.
و جاء هذا الهجوم بعد تحذيرات” الولايات المتحدة الأمريكية ” و حلفائها ل ” روسيا ” من مغبة الهجوم على ” أوكرانيا ” و التي لم يُعِرْها ” القيصر الجديد بوتين ” أية قيمة أو أهمية تذكر.
أجل إن هذه الحرب هي مقدمة لترتيب جديد لمستقبل العلاقات بين أقطاب العالم ، و هي في الآن نفسه صراع و حرب ” مصالح ” .
إن ” روسيا ” عندما شنت هذه الحرب ، كانت مدركة لترهل السياسة الأمريكية داخليا و خارجيا ، و من معالمه :
– مواقف الرئيس الأمريكي السابق ” ترامب ” الآمرة و الفوقية و التي لم تكن تأخذ بعين الاعتبار مصالح الحلفاء بل و أحيانا تضر بها.
– هجوم مناصري الرئيس ” ترامب ” على المؤسسات الدستورية للدولة .
– انسحاب ” أمريكا ” من ” أفغانستان ” بشكل فوضوي أضر بصورتها و مصداقيتها .
– مشكل صفقة ” الغواصة ” التي غنمت بها ” أمريكا ” على حساب ” فرنسا ” .
و إذن نتيجة التضارب في قرارات البيت الأبيض و ضعفها ، قررت ” روسيا ” التحرك في اتجاه ” أوكرانيا ” لحماية نفسها.
هذا مع العلم ان ” بوتين ” كان قد تساءل في إحدى تصريحاته :
” – أين هو القانون الدولي الذي يطالب الغرب بتطبيقه عندما احتلت القوات الأمريكية “العراق ” و أطاحت برئيسه بل و اعدمته؟ ثم بعد ذلك أكدت من خلال تصريحات مسؤولي تلك المرحلة أن ذريعة : أسلحة الدمار الشامل كانت مجرد أكذوبة.
– و كذلك عندما تدخلت في ” سوريا ” ،” ليبيا ” و ” أفغانستان ” ؟
لقد ردد الغرب في ” كورال جماعي ” أن اجتياح ” روسيا ” ل” أوكرانيا ” ستكون له عواقب وخيمة على المحتل.
كما أن إعلامه ارجع سبب هذه الحرب إلى ” بوتين ” باعتباره شخصية معقدة ذلك أنه عنيف ،استبدادي و يشبه إلى حد كبير ” الفوهرر هتلتر ” في تكوينه و مساره السياسي و في طموحاته الغير المشروعة ، أي أنه يُقَدَّمُ بشكل غير لائق.
من جهة أخرى فإن ” روسيا ” تُرْجِعُ سبب الحرب إلى أنه و ابتداء من سنة 2008 كانت هناك محاولات لإدماج ” أوكرانيا ” و ” جورجيا ” في حلف الشمال الأطلسي ” الناتو ” و قبول عضويتها من خلال برنامج تحضيري .
و كان الرئيس الروسي ” بوتين ” قد احتج بقوة على تلك المحاولة .
و في سنة :2021 ، أعلن من جديد و بشكل علني عدم السماح ل” الولايات المتحدة الأمريكية ” بضم ” أوكرانيا ” إلى الحلف و أن ذلك يمثل خطا احمرا بالنسبة ل ” روسيا ” .
ذلك أن الفصل : 05 من اتفاقية ” الناتو ” يعتبر أن أي هجوم يقع على أي عضو من الحلف يعتبر هجوما موجها على الحلف بأكمله، مما يعني وضع ” موسكو ” في مواجهة : usa ، بريطانيا ،فرنسا و 27 دولة منه.
إن هذه الحرب ربما ستكون مدخلا لتقسيم العالم إلى محاور جديدة .
غير أنه و على هامش هذه الحرب ،يمكن استنتاج ما يلي :
* إعلان ” القيصر بوتين ” أن ” روسيا ” رقم صعب في العلاقات و المصالح الدولية .
* نفاق الغرب و دفاعه و رعايته لمصالحه فقط .
* غياب كلي لأمة ” العرب ” سواء بالرأي أو الفعل لأنها خارج التاريخ .
* بداية نهاية القطب الواحد و دخول العالم منعطفا جديدا سيكون لمحور: الصين ،روسيا و إيران دورا كبيرا في رسم معالمه.
* انتقال صراع المصالح من الشرق الأوسط إلى آسيا الصغرى و القوقاز .
* تراجع الثقة في حلف ” الناتو ” و الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي.
* تشجيع دول أخرى على استعادة أراضي تاريخية باستخدام القوة العسكرية و على رأسها الصين مع الصين الوطنية ( تايوان ) .
* إنذار دول الخليج التي تتوهم أن أمريكا ستتولى الدفاع على عروشها ، بالمصير الذي ينتظرها .
* استشراف العالم لميلاد متغيرات كبيرة و مهمة ، إنه نظام عالمي جديد
وبعد ،
إن الحرب دائما تحمل معها كثيرا من الاوجاع و الإضرار و الدمار و بالتالي لا يسعنا إلا أن نرفع صوتنا مع أحرار العالم و نصيح:
” لا للحرب مهما كانت الأسباب “

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading