رثاء الكلب في الشعر العربي

15 فبراير 2022

بقلم : عبد القادر الغزاوي

كلمة في البدء . هذه فصلة مختصرة تجنبا للإطالة ، من دراسة متواضعة أنتجتها في الموضوع .
الرثاء في الشعر العربي له نصيب من رثاء الكلاب من طرف أصحابها ، لما تركته في نفوسهم من فجيعة وأثر وفراغ عند فراقها لهم وخاصة بعد موتها ، الشيء الذي يبين الجانب الإنساني والاعتراف بالجميل لهذه الحيوانات ، وما كانت تتمتع به من خصال نادرة ووفاء دائم . وهذه نماذج من قصائد بعض الشعراء .
1 ـ أبو نواس ( 145 – 199هـ / 762 – 814 م ) لما توفي ( كلبه حلاّب ) الذي كان عزيزا عليه ، نتيجة لسعة حية ، رثاه بقصيدة منها :
يابؤسَ كلبي سيّد الـــــكلاب ×× قد كان أغناني عن العقابِ
وكان قد أجزى عن القصّاب ×× وعن شراء الجلب الجَـلاّبِ
ياعينُ جُودي لي عن حـلاّب ×× من للظِّباء العُفْر والذئــابِ
وكل صقْر طالِع وثـّـــــــــاب ×× يختطفُ القُطّان في الرّوابي
كالبَرق بين النجم والسّحاب ×× كم من غزالٍ لاحقِ الأقـراب
ذي جيئةٍ، صَعب وذي ذهابِ ×× أشبعني منه من الكبـــــــاب
خرجتُ والدنيا إلى تَبــــــــاب ×× به وكان عدّتي ونابـــــــــي .
×××
2 ـ وكذلك عباس محمود العقاد (1889 – 1964 م) رثى كلبته التي كانت تسمى (بيجو) عندما توفيت ، بقصيدة مطلعها :
حزنا على بيجو تفيض الدموع ×× حزنا على بيجو تثور الضلوع
حزنا عليه جهد ما أستطيـــــع ×× وأن حزنا بعد ذلك الولـــــــوع
والله يابيجو لحزن وجيـــــــــع
حزنا عليه كلما لاح لــــي ×× بالليل في ناحية المنـــــــــــزل
مسامري حينا ومستقبلـــي ×× وسأبقى حينا إلى مدخلـــــــــي
كأنه يعلم وقت الرجـــــــــــــوع
وكلما داريت إحدى التحـــف ×× أخشى عليها من يديه التلــــف
ثم تنبهت وبي من أســـــف ×× ألا يصيب اليوم منها الهـــــدف
ذلك خير من فؤاد صديــــــــــع
حزين عليه كلما عزنــــــي ×× صدق ذوي الألباب والألســـــن
وكلما فوجئت في مأمنـــي ×× وكلما اطمأننت في مسكنـــــــي
مستغنيا أو غانيا بالقنـــوع
وكلما ناديته ناسيــــــــــــا ×× بيجو ولم أبصر به آتيـــــــــــــا
مداعبا مبتهجا صاغيــــا ×× قد أصبح البيت إذن خاويــــــــــا
لا من صدى فيه ولا من سميـــع .
×××
3 ـ وكذلك فعل السلطان مولاي عبد الحفيظ العلوي (1876- 1937م) لما توفيت ( كلبته حذام ) بعد مرض ألم بها، والتي كانت من أعز الحيوانات عنده ، حيث رثاها بقصيدة طويلة ، منها هذه الأبيات :

سكبت دمعها و هاجت مآقي ××
و تدانت و روحها في التراقي
برهنت لي عن ودها و قديم الـــ××
ـعهد منها بشـدة الإشفـاق
أوقدت بفراقها نار وجـدي ××
ليت شعري هل المتفرق راق
أفزعتني بغشية قـد علتـها ××
فهرعت لضمهـا و اعتنـاق
ثم نـاديت يا حـذام لأدري ××
هل لروح تماسـك باعتـلاق
فأصاخت إلى كلامي و لبت ××
ما على الميت إن أبى من شقاق
امتثالا لما دعـوت أجـابت ××
وأبانت صداقـة في السيـاق
ثم جادت بنفسها و استراحت ××
من أليم العذاب و الإرهـاق
فدفعت بها إلى التـرب حفظا ××
لحـقوق أكيـدة الميـثـاق

×××

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading