ذة : مليكة التومي
سلام عليك يا ملاكا طاهرا لا يعرف للبغض او الكره اسرارا .
سلام على روحك الفتية الوفية التي لم تجد عن الموت لها خيارا .
ودعت ، بعد ان رويت القلوب ووحدتها في العالم جهارا ،
على الحب والعطف وترقب الخالق الذي ينزل الامطار مذرارا
قضاء الله فيك نفذ ، فاستجبت له طواعية واصرارا ،
فلو اصابتك المنية في حضن اسرتك كما تصيب الصغار والكبارا
ما عرفك احد ، ولكنك حققت تحديا في الوفاء وكنت الصبارا ،
خمسة ايام في الجب قاومتها ، فكنت الدرس وكنت الاخبارا ،
قلوب الناس معك كانت ،والسنتهم فاضت دعاء واذكارا ،
لتخرج سالما معافى ، لكنك لا يمكن ان تتحدى الاقدارا .
نازلتك هزت العالم ، فاصبحت رمزا للوفاء والصبر اصرارا ،
طفولتك ستدخل التاريخ لانك حققت بها انتصارا ،
ومأساتك صنعت بها الحدث حين وجهت اليك الاعين والانظارا ،
لكن الأمل خاب حين خرجت جثة هامدة تعلوك الاصوات اكبارا
حينها باءت المجهودات بالفشل لتحل محلها قوة الله اجبارا ، فوداعا ، لمن سكن الافئدة خمسا، لكن ذكراه ستحيي الادهارا ،
ووداعا ، يا ايقونة قرية طال اسمها التهميش اغمارا ،
أخرجتها الى الوجود ليظهر اهلها في الكرم رجالا ونساء أخيارا ،
برزت فيهم طفلا صغيرا ، تسكنه الرجولة الشامخة اندثارا
رحمة الله عليك يا ابن الخمس ، لقد نقلت معك لقبرك الاسرارا
في جنة الخلد يا ريان تطير بأجنحتك، وترفرف طيارا ،
وملائكة الرحمان لعرشك تهتز ، فتحيط بك اجلالا ، لا اصغارا .