أفكر بصوت عال : معتقل العار

23 يناير 2022

_ إدريس حيدر

حلت يوم : 18|01|2022 ،الذكرى العشرون لإنشاء معتقل ” غوانتنامو ” السيء الذكر .

و كانت خلفية إنشائه هي العمليات الإرهابية التي نفذتها منظمة ” القاعدة ” بقيادة ” بن لادن ”
و من المعلوم أن تلك الهجمات عبارة عن ضربة موجعة ،بحيث أنها استهدفت قلب الولايات المتحدة النابض و خاصة مرافقها الحساسة و ذات قيمة اقتصادية و إدارية .
كما أن هذه الضربات التي نفذت بواسطة طائرات من طرف شباب مسلم ،فضلا عن كونها كانت غير مسبوقة فقد حملت رسائل قوية لمن يهمه الأمر.
لقد تسببت هذه العمليات في صدمة نفسية و وجدانية كبيرة لدى الشعب الأمريكي و حكامه و صانعي القرار.
و يجدر التذكير إنها خلفت أضرار مادية و بشرية كبيرة .
و من بين الإجراءات التي اتخذتها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية انذاك ، 8فبالإضافة إلى إعلان الحرب على تنظيم ” القاعدة ” و حركة ” طالبان ” في أفغانستان، قررت إنشاء هذا المعتقل من أجل معاقبة بعض الفاعلين و المرتبطين بحركة ” الجهاد ” الإسلامي في كل أنحاء العالم.
و اصبح هذا المكان مرتعا لانتهاكات حقوق الإنسان و القانون الدولي الإنساني .
و قد رفعت للحكومة الأمريكية مناشدات من أجل إغلاق سجن ” غوانتنامو ” ،كما أن خبراء الأمم المتحدة في حقوق الإنسان أكدوا على ضرورة أن تشمل مراجعة الإدارة الأمريكية لكيفية إغلاق مركز احتجاز البشر ، و معالجة الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان المرتكبة في حق المحتجزين ، بما في ذلك التعذيب و نهج ممارسات حاطة بكرامة البشر .
و أكد هؤلاء الخبراء أن ما تبقى من المعتقلين أصبحوا مسنين و أن سلامتهم الجسدية و النفسية تأثرت بحرمانهم من الحرية و ما ارتبط بذلك من تعذيب جسدي و نفسي أو سوء معاملة ، و شددوا على ضرورة رفض السياسات و الممارسات التي أدت إلى إنشاء المعتقل و المحاكم العسكرية من أجل منع تكرار هذه الممارسات التي تنتهك القانون الدولي.
و تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية : ” أوباما ” ، كان قد وعد بإغلاق المعتقل و لم يفعل ، و الآن أعلن الرئيس ” بايدن ” من نفس الحزب ، أن إدارته ستدرس كيفية إغلاقه.
و كانت منظمة العفو الدولية قد قامت بحملات دولية قوية بنفس الهدف. كما تقدمت كثير من المنظمات التي تعني بحقوق الإنسان عبر العالم بتأكيد نفس الطلب.
و بعد،
إن هذا المكان وصمة عار في جبين أمريكا قائدة العالم الغربي و زعيمة الديمقراطيات في العالم و المدعية لحماية حقوق الإنسان ( حسب زعمها ) و الحال أن ما يجري في هذا المعتقل يندى له الجبين حيث تمارس فيه ابشع الانتهاكات لحقوق الإنسان .
إن معتقل ” غوانتنامو ” هو الوجه البشع لأمريكا و هو في نفس الآن معتقل العار .

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading