إشراقة : أسود الاطلس…

16 يناير 2022

إدريس حيدر :

كثر في الأيام الأخيرة ، بمناسبة إجراء بطولة كاس إفريقيا للأمم ، ترديد تسمية ” أسود الأطلس ” على الفريق الوطني المغربي .

و من المعلوم أن كثيرا من المنتخبات الإفريقية ، تحمل أسماء الحيوانات التي تعيش في الغابات و الأدغال ك: الفيلة ،النسور ،الأسود…الخ ،على اعتبار أن إفريقيا تتميز بالحيوانات المفترسة و المتنوعة التي تسكن الغابات و الأدغال الكثيفة و الكثيرة المنتشرة في القارة التي لازالت بكرا.
و مما لا شك فيه فإن المقصود بهذا الإسم هو أن الابطال المغاربة يتسمون و يتميزون بالشجاعة ،الإقدام و الروح القتالية.
و تخصص مبالغ مالية ضخمة من ميزانية الدولة لسفر عناصر الفريق عبر الطائرات، من مختلف دول القارة القديمة إلى مكان إجراء البطولة و نقل المعدات و الأكل و كذا أطقم التدريب ،التمريض ،التدليك…الخ.
و بطبيعة الحال فإن هذه الميزانيات تنفق من أموال الشعب من خلال الضرائب و غيرها ،دون تحقيق أية نتيجة تذكر.
و في نفس الآن ،يعيش المواطنون في أعالي جبال الأطلس و الريف وضعيات صعبة نتيجة سقوط الثلوج ،البرد القارس ،غياب التدفئة …الخ ، و يصل الأمر أحيانا إلى وضع النساء حملهن وسط الثلوج بل يهلكن بسبب انعدام المقومات الصحية الأساسية.
من جهة أخرى فأطفال تلك المناطق ، و من أجل متابعة دراستهم ،يقطعون مسافات كبيرة وسط الثلوج التي تعيق التحاقهم بالمدارس فضلا عن البرد القارس الذي يلفح أجسادهم و خاصة أرجلهم و ايديهم الصغيرة.
هذه البراعم تتفتح في محيط قاس و غير مناسب و في غياب أي دعم من الدولة ، ومع ذلك يخطون بمعاناتهم مجد البلاد .
إنهم ” أسود الأطلس ” الحقيقيون الذين يزأرون دفاعا عن وجودهم و عن مستقبل الوطن.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading