إدريس حيدر :
كثر في الأيام الأخيرة ، بمناسبة إجراء بطولة كاس إفريقيا للأمم ، ترديد تسمية ” أسود الأطلس ” على الفريق الوطني المغربي .
و من المعلوم أن كثيرا من المنتخبات الإفريقية ، تحمل أسماء الحيوانات التي تعيش في الغابات و الأدغال ك: الفيلة ،النسور ،الأسود…الخ ،على اعتبار أن إفريقيا تتميز بالحيوانات المفترسة و المتنوعة التي تسكن الغابات و الأدغال الكثيفة و الكثيرة المنتشرة في القارة التي لازالت بكرا.
و مما لا شك فيه فإن المقصود بهذا الإسم هو أن الابطال المغاربة يتسمون و يتميزون بالشجاعة ،الإقدام و الروح القتالية.
و تخصص مبالغ مالية ضخمة من ميزانية الدولة لسفر عناصر الفريق عبر الطائرات، من مختلف دول القارة القديمة إلى مكان إجراء البطولة و نقل المعدات و الأكل و كذا أطقم التدريب ،التمريض ،التدليك…الخ.
و بطبيعة الحال فإن هذه الميزانيات تنفق من أموال الشعب من خلال الضرائب و غيرها ،دون تحقيق أية نتيجة تذكر.
و في نفس الآن ،يعيش المواطنون في أعالي جبال الأطلس و الريف وضعيات صعبة نتيجة سقوط الثلوج ،البرد القارس ،غياب التدفئة …الخ ، و يصل الأمر أحيانا إلى وضع النساء حملهن وسط الثلوج بل يهلكن بسبب انعدام المقومات الصحية الأساسية.
من جهة أخرى فأطفال تلك المناطق ، و من أجل متابعة دراستهم ،يقطعون مسافات كبيرة وسط الثلوج التي تعيق التحاقهم بالمدارس فضلا عن البرد القارس الذي يلفح أجسادهم و خاصة أرجلهم و ايديهم الصغيرة.
هذه البراعم تتفتح في محيط قاس و غير مناسب و في غياب أي دعم من الدولة ، ومع ذلك يخطون بمعاناتهم مجد البلاد .
إنهم ” أسود الأطلس ” الحقيقيون الذين يزأرون دفاعا عن وجودهم و عن مستقبل الوطن.