_ ذ . إدريس حيدر :
يمضي عام
و يطل آخر
تُشْعَلُ الشمُوع
وَ تُضَاءّ الأنوَارُ
تُقامُ الحفلاتُ
وَ تَعُمُّ الابتساماتُ
بُغْيَةَ وَأْدِ الْحُزنِ
وَ تَناسِي البُؤْسِ
***
و هناك بعيداً
فِي الْجبالِ
تَمُوتُ الأُمُّ
والطفل المَوْلُودُ
مِنْ قسوة الجُوعِ
يَئِنُّ العجُوزُ
وَ وراءَ القُضْبَانِ
يَقْبَعُ السَّجِينُ
***
وَ في الأَقَاصِي
يُدَمُّرُ العُمْرانُ
وَ يُبَادُ الإِنْسَانُ
وَ يَعْلُو الغُبَارُ
وَ في صَيْداَ، حلب وَ بِيسَان
بغداد،القدس وَ تطوان
ُُتُغْتَصَبُ الارض
وَ يُسْحَقُ البشر
وَ يُعْدَمُ الْحُلمَ
وَ نسووا أن صلاح الدين لازال حيا
و عبد الكريم لم يَعُد ميتاً
***
وَ هل بعد الآنَ
سَيحلُو الغناء و الرقص
الضحك و السمر؟
و هل الحب لازال بلسما
لجرح النائِبَاتِ
وَالأحزانِ؟
***
فيا صاحبي
لا تُحْزِنْ فؤادك
و ازرع العين زهراً
وَ شُدَّنِي دهراً
و ارفع صوتك في الأعالي
وَ صِحْ : إنا قادمون في يوم
أو شهر أو عام جديد
لِنَنْثُرَ في حُضْنِ الزمان
مِسْكاً وَ عنبراً وَ عِطْراً
تشكيل : إدريس حيدر