ذ : إدريس حيدر
ظلت ” نجمة” في المغرب ،لأن طليقها تركها من دون وثائق ، انتقاما منها و خوفا من أن تجد لنفسها ،هناك ،في الديار الإسبانية مكانة اعتبارية في المجتمع المدني.
استمرت تعيش أوضاعا بئيسة و تنتظر الذي يأتي و لا يأتي.
كان الزمان الذي تمر به رتيبا و ثقيلا جاثما على صدرها .
و كانت قد ملت و ضجرت من وضعيتها المحرجة ، خاصة و أن اباها لم يعد قادرا على العمل بعد أن وهن جسده و بالتالي أصبح عاجزا على إعالتها.
قررت ” نجمة ” اجتياز امتحان ” الباكلوريا” كمرشحة حرة .
عارض أفراد عائلتها ذلك و اعتبروا أن دراستها ستكلف الأسرة مبالغ مالية إضافية لا طاقة لهم بها.
و لإسكات الأفواه المعارضة ،عملت كاتبة لدى إحدى الوكالات .
لم يعد أحد يهتم بما تقوم به ،إلى أن علمت الأسرة و كل الجيران أنها نجحت في الامتحان بميزة :” حسن جدا “.
فانتسبت فيما بعد إلى : ” كلية الآداب ” ،شعبة ” الفلسفة ” و وجدت ضالتها في هذه المادة ،حيث زادت من قدرة تفكيرها و طورت حسها النقدي ، و بعد اربع سنوات من الدراسة و الكد و الاجتهاد ،حصلت على الإجازة .
قضت بعدها سنة في كلية علوم التربية حيث اكتسبت معارف و تقنيات التدريس مع ما يصاحبها من طرق بيداغوجية نافعة و مجدية.
نجحت بتفوق و عُينت في مدينة : الدار البيضاء ،أستاذة لمادة الفلسفة.
ذاع صيت الأستاذة ” نجمة ” ،حيث أصبحت رئيسة لإحدى المنظمات التي تعنى بشؤون المرأة ، كما اشتهرت بنضاليتها في هذا الحقل و مرافعاتها لفائدتها، إلى جانب مشاركاتها في ندوات و تاطيرها لمحاضرات هدفت من خلالها إلى إثارة الانتباه إلى وضعية المرأة الصعبة ، و التعبئة من أجل النضال لتغيير القوانين و العمل على ضمان حقها في العيش الكريم.
يتبع…
تشكيل : إدريس حيدر.