حتى لا ننسى !

28 أكتوبر 2025
Oplus_131072

بقلم : ادريس حيدر

” إلى متى سنظل نستنزف طاقاتنا في معارك ثانوية و نترك جانبا ، المعركة الحقيقية .
متى سنفهم أنه إذا لم يتم تحديد سلطات الملك ، محيطه ، وزارات السيادة ، ميزانية قصوره ، بروتوكولاته ، رحلاته و كذا أجورهم و امتيازاتهم التي تفوق ميزانية الشعب المغربي .
سنظل نعلق خيباتنا على حكومة محكومة يستعملها البلاط الملكي و بعد تلطيخها يرمي بها “.
هكذا خاطب الشهيد :” المهدي بنبركة” القوى السياسية المغربية و خاصة مناضلي حزبه ” الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ” و المثقفين المحسوبين على اليسار المغربي و عموم الشعب المغربي .
مناسبة هذه الاستهلال ، هي حلول الذكرى الستون ، لاختطاف هذا الزعيم الوطني و أحد مؤسسي حزب الاستقلال و قائد عملية الانشقاق عنه ، و قيامه بتأسيس ” الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ” ، داعيا إلى إصلاحات ديمقراطية و اجتماعية عميقة .
و بسبب مطالبه الإصلاحية و تبنيه للاشتراكية ، أصبح أكبر معارض للنظام الملكي في المغرب .
و فضلا عن قيادته للعمل السياسي في المغرب ، أصبح أحد أبرز قادة العالم الثالث ، و سعى لتعزيز التعاون بين الدول النامية ، و قاد مؤتمر القارات الثلاث .
و نتيجة لمواقفه التقدمية و الشجاعة ، تم اختطافه في ” باريس” بتاريخ : 29|10| 1965، في واضحة النهار من أمام كفى ” ليب” ، على يد عناصر من الشرطة الفرنسية و مسؤولين مغاربة في أجهزة الأمن و الاستخبارات : الجنرال السفاك : أوفقير ، و الجنرال السفاح :” الدليمي” و الجنرال :” بنسليمان” و آخرون ، و لم يظهر له أثر منذ ذلك الحين ، و لازالت تفاصيل مقتله مجهولة .
مما جعله – كما نعتته الصحافة الفرنسية – ” ميت من دون قبر ” .
و تجدر الإشارة إلى أن المختبرات المغربية ، كانت هي المسؤولة عن هذه الجريمة البشعة بمشاركة و تنسيق مع المختبرات الإسرائيلية ( الموساد ) و المخابرات الأمريكية (C.I.A.)
و طيلة هذه السنوات صدرت عديد من الكتبو التقارير السرية و التي كشفت معلومات جديدة حول هذه القضية و لاتزال التحقيقات مستمرة مع مطالبة عائلته المستمرة بكشف الحقيقة الكاملة .
و في السنوات الأخيرة ، تم الكشف عن وثائق من الأرشيف التشيكي و الأمريكي، سلطت الأضواء على بعض ملابسات القضية .
و في هذا السياق أكد نجله ” البشير بنبركة ” استمرار التحقيقات في القضية .
و من المعلوم أن هذا الشهيد ، يعتبر أيقونة للنضال في وطننا الجريح .
و بهذه المناسبة ، أود أن أؤكد كما باقي الحقوقيين و مناضلي اليسار ، أن ” المهدي بنبركة” لم يمت ، و هو فكرة حية و قيمة فكرية ، معرفية و إنسانية ساكنة في ضمائرنا و وجداننا ، فيما خصوم الشعب و جلادوه و مختطفوه و قاتلوه في مزابل التاريخ . كما أنني أود التعبير عن حسرتي الكبيرة على حزب يرفع صوره في لقاءاته و مؤتمراته لتبييض صفحة قادته الجدد ، فين حين أن لا أحد منهم يتذكره و لا يقيم فعالية في تاريخ اختطافه أو يسترشد بتعاليمه.
يتذكرونه فقط بوازع انتهازي و يتاجرون بجثته و تاريخه و تراثه .
في حين أن شرفاء هذا الوطن لازالوا يطالبون بالكشف عن مصيره .
هكذا نعلن أننا لم ننس و لن ننسى .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading