سؤال النخب السياسية الحقيقية

30 سبتمبر 2025

الدكتور سعيد حاجي:
عندما كان الشارع المغربي يغلي في الستينات من القرن الماضي، كانت البلاد تتوفر على نخب وزعامات سياسية لها القدرة والجرأة على نقل مطالب المواطنين والدفاع عنها، وحتى عندما كانت تضطر إلى التفاوض والتنازل، كانت لها نفس القدرة والجرأة على إقناع المواطنين بجدوى التنازلات ودفعهم للتخفيف من حدة الاحتجاج والمواجهة، كانت نخبا سياسية تتنازل لاعتبارات سياسية محضة، حتى وإن أخطأت في تقديراتها فإن أخطاءها كانت تبقى في حدود السياسة.
النخب السياسية التي وجدها جيل z أمامها اليوم في أغلبيتها الساحقة نخب انتهازية، علاقتها بالسياسة علاقة ريعية بامتياز، تقيس ولاءها للدولة بحجم الريع الذي تحصل عليه، قواعدها الشبابية قواعد تم استقطابها على أساس الاستفادة من ريع التبعية لرموز الفساد الانتخابي، وهو ما أنتج سلسلة ريعية مزيفة الولاءات للوطن ورموز الحكم، وهذه السلسلة لن تستطيع بطبيعة الحال استيعاب كل الشرائح المجتمعية، كما ان هناك فئات أخرى ترفض الاندماج فيها. والنتيجة، أن النخب السياسية الحالية ليس لها أي تأثير أو نفوذ رمزي على الموجودين خارجها، بالشكل الذي يمنحها القدرة على محاورتهم أو إقناعهم بتخفيف احتجاجاتهم أو تليين مواقفهم.
من نتائج تجريف الحقل السياسي وتحويل التنظيمات السياسية إلى محميات ريعية، أن الخسارة كانت مزدوجة، خسرت الدولة النخب التي كانت تحميها خلال الازمات، وخسر المجتمع قنوات مهمة لإيصال صوته ومطالبه، وبين الخسارتين ظهر جيل z بمطالب واضحة وقيادة غير واضحة، بينما اختفت نخبنا السياسية التي اعتقدت الدولة انها “واضحة” بما يكفي للدفاع عنها خلال الأزمات

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading