
– بوابة القصر الكبير :
لا يزال مطرح النفايات الجماعي “الصنادلة”، الذي يستقبل يطوميا أطنانا من النفايات، يشكل تهديدا بيئيا وصحيا متزايدا، في ظل غياب حلول مستدامة ومعالجات تقنية حديثة. هذا المطرح، الذي يفتقر لأبسط شروط السلامة البيئية، تحول إلى خطر صامت يهدد حياة المواطنين وجودة المنظومة البيئية بالمنطقة.
أخطر ما في الوضع هو لجوء المشرفين على المطرح إلى الحرق العشوائي للنفايات، ما يؤدي إلى انبعاث أدخنة سامة تحمل ملوثات خطيرة تؤثر على الجهاز التنفسي، وتزيد من معدلات الإصابة بأمراض مزمنة، خاصة في صفوف الأطفال والمسنين، ولا تقتصر تداعيات هذه الأدخنة على محيط المطرح فقط، بل تمتد لتصل أطراف مدينة القصر الكبير، حيث يشكو السكان من روائح خانقة وتدهور ملحوظ في جودة الهواء.
ولا يقل خطر المطرح على الموارد الطبيعية عن خطره على الهواء. فالمخلفات السائلة التي تتسرب من النفايات تتغلغل في التربة، ملوثة الفرشة المائية التي تعتمد عليها المنطقة ، كما أن الماشية التي ترعى بالقرب من المطرح معرضة للتسمم، مما يشكل خطرا إضافيا على السلسلة الغذائية وصحة الإنسان.
أمام هذا الوضع البيئي المتدهور، تبرز الجمعيات البيئية والمجتمع المدني كقوة فاعلة في الترافع والدفاع عن الحق في بيئة سليمة ، ويبقى من اهتماماتها المنتظرة :
– توثيق الأضرار عبر دراسات وتقارير ميدانية، تعرض على المسؤولين وتشارك مع الساكنة.
– الدعوة إلى البدائل البيئية، كالفرز من المصدر، وإعادة التدوير، وإنشاء مطامر صحية تستجيب للمعايير البيئية.
– التعبئة والتحسيس عبر حملات ميدانية ووقفات احتجاجية وتوقيعات جماعية للضغط على الجهات المعنية من أجل التدخل العاجل.
يتطلب حل أزمة المطرح الحالي تضافر جهود جميع الأطراف، حيث تقع على عاتق السلطات المحلية والجهوية مسؤولية مباشرة في تأهيل المطرح أو إيجاد بديل بيئي آمن لتجنب كارثة بيئية محتملة. وفي الوقت نفسه، يجب على المجتمع المدني أن يواصل ضغطه لجعل هذا الملف أولوية قصوى في السياسات العامة، بينما يساهم المواطنون بشكل فعال من خلال الوعي البيئي والمشاركة في عملية فرز النفايات. إن صحة السكان وحقهم في بيئة نظيفة لا يحتملان التأخير، مما يجعل من معالجة هذه القضية أمرا في غاية الإلحاح.