يوميات محام (2)

20 سبتمبر 2025
Oplus_131072

ذ. ادريس حيدر

قال ذات ملك فرنسا ” لويس الرابع عشر ” :
” لو لم أكن ملكا لفرنسا ، لوددت أن أكون محاميا”.

لماذا مهنة المحاماة ؟

لم أكن أظن أنني سأنتمي يوما لمهنة المحاماةً ، فقد اشتغلتُ في التعليم و وجدتُ فيه ضالتي ، بل و متعة لا تُضاهى .
كنتُ أستمتع و أنا ألقي الدرس على تلامذتي ، و كنتُ أسعد و أنا أرى وجوه تلامذتي تتأملني و تُصغي إلى ما أقول .
و كان وجداني يمتلأ غبطة ، كلما شعرتُ بتفاعلهم معي أثناء حصة المساءلة أو الامتحان .
و لم أكن أكتمُ سعادتي ، عندما كان بفاجئني النجباء منهم ، بطرحهم أفكار مهمة و نوعية ، أو اقتراحات مجدية ، أو مخرجات استشرافية و عميقة .
كنتُ ألتحق بالمؤسسة التعليمية ، بخطى حثيثة و سريعة ، و بنشاط و حيوية لا تخطئها العين ، و كأنني على موعد مع لحظات ماتعة و استثنائية و سعيدة .
غير أن هذه اللحظات المتميزة لم تدم طويلا ، نتيجة أنشطتي السياسية و النقابيّة .
فقد تم اعتقالي أكثر من مرة بل و التشطيب علي من أسلاك الوظيفة العمومية ، بما يفيد طردي من مهنتي المفضلة ، و هي التعليم .
التشريد و التجويع بما يعنيه من أضرار جسيمة علي و على أفراد عائلتي ، باعتباري كنتُ مسؤولاً عن أسرة متعددة الأشخاص . دفعني للتفكير بجدية في الولوج لمهنةأخرى أمارس من خلالها قناعاتي الفكرية و السياسية ، و أكون بمنأى عن هذا النوع من المخاطر .
و لأنني كنتُ شاهدا في محطات كثيرة ، سواء في محاكمات سياسية لمناضلين من مختلف تيارات اليسار المغربية، أو من خلال محاكمتي و من معي ، على الدور النضالي و الحقوقي و القانوني ، الذي يضطلع به المحامي ، خلصت إلى قناعة مفادها أنه و لاستمراري مناضلا ، شامخا ، ممارسا لقناعاتي ، لا بد أن أنتمي لمهنة ” المحاماة “.
و هكذا حسمتُ الأمر ، و قررتُ الانتساب لها .

” فوين خيرولا ” الأندلس – إسبانيا

19|09|2025
.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading