بقلم : ربيع الطاهري
متى ينتهى وجود البرك و الوحل و الحفر بشوارع و أزقة و أحياء مدينة القصر الكبير ؟!!!.
متى تساقطت أمطار الخير على مدينة القصر الكبير إلا وتفضح حقيقة البنيات التحتية و مستوى التأهيل الحضاري و جمالية المدينة ،وتعري حقيقة التدبير المجالي للمدينة من طرف مجلسها ،للأسف الشديد رغم ما رصد من مبالغ طائلة أكثر من 47مليار للتأهيل الحضري لمدينة القصر الكبير وقرض صندوق التجهيز الجماعي بمبلغ 6613313,16 درهم خصص لتطوير وتقوية شبكة الطرق بالمدينة (الجزء الأول )في عهد المجلس السابق برئيسه الحالي ، إلا أن معظم الأحياء والشوارع والتجزئات السكنية تعرف سيلا من مياه الأمطار و بركا مائية و أوحالا ،وحفرا ، أينما امتد بصرك ،و كأن ما تغنى به الرئيس وزمرته خلال ولايته السابقة تبخر مع هطول أول الزخات المطرية على المدينة ، وعرت حقيقة الأمر،بمنطق الإنتقائية في تهيئة بعض الأحياء من عدمها وبتقطيع الأعمال وأوراش الترصيص،وتبليط الشوارع بالزفت ،وتجزئة وترقيع الأشغال ذرا للرماد على العيون في بعض الأحياء ، و إرضاء لبعض مناصريه لأهداف سياساوية و إنتخابوية ، لا أقل و لا أكثر ،في غياب لرؤية شمولية لتأهيل المجال ،وغياب منطق الأولوية ، و استكمال الأوراش لتحقيق العدالة المجالية،والتأهيل الحضاري واضح المعالم .
ولعل ما وقع بتجزئة الطود خير دليل على العبث ،يحسبه الرئيس وزمرته إنجازا وهو على النقيض من ذلك غياب رؤية موحدة وشاملة للتأهيل للتجزئات السكنية ،وغياب حيز لاستكمال أي ورش قد بدأت أشغاله بالمدينة وأحيائها، دون استنقاص لحي أو شارع أو زقاق دون آخر ،بمنطق سلبي للرئيس “هدو معايا و هدو ضدي” .
هذا يستوقفني كمهتم بالشأن المحلي، وتفاعلا مع خرجات بعض الناشطين الفيسبوكبين (ذ.سعيد الشرقاوي،محمد العربي الدويري ،عبد الرحمان العلمي …)بخصوص حالة بعض الشوارع و الأحياء بالمدينة ،أن أدعوا الرئيس لإعادة … تقييمه للتأهيل المجالي/الحضري،و للتجزئات السكنية بالمدينة، والنقص الحاصل بها من حيت الأزقة و الشوارع و الترصيص والتبليط و الإنارة ،وكذا إعطاء الاهتمام للإحياء الهامشية كحي بلاد الصرصري الذي يعرف في أيام الشتاء هذه عزلة و انقطاع الطرق المؤدية للمدرسة بالنسبة للتلاميذ و التلميذات …وغيرها من أحياء المدينة…، و الشارع المؤدي إلى مقبرة الرحمة ،و شارع روافا العليا المؤدي الى مدرسة ابن زهر ،و شارع بين ثانوية أبي المحاسن إلى حي الدار الدخان و المناكيب المؤدي كذلك إلى محطة القطار … ،للأسف أيها الرئيس أهدرت ستة سنوات من التأهيل الحضري في الفراغ أي أن المدينة لم تتغير نحو الأفضل كما نبغي، وهذا الانتقاذ ليس كوننا نلبس النظرات السوداء كما تصف منتقديك و معارضيك، إنما لأنك أعمى البصيرة ومجلسك لا يمتلك رؤية مستقبلية لمآل المدينة بعد السنوات قادمة ببعدها المجالي و العمراني ، …من جهة أخرى يفضح حقيقة البعد الجمالي الغائب للمدينة و تأهيلها والشاهد عندي هي مداخيل المدينة من جهة طريق العرائش ،تختلف عنها من جهة طريق أولاد أحميد ،و طريق تطفت، من حيث الترصيص و الإنارة و حتى أعمدت الإنارة تختلف اختلافا جذريا ،للأسف يفضح تعدد مصادر التلاعب و العبث التدبيري و تعدد الصفقات لحاجة في نفس يعقوب قضاها (تحت الطاولة )… .
نأسف لغياب البعد الجمالي لمدينتنا من خلال غياب مخطط التأهيل الحضاري يستحضر وحدة المدينة في لونها وأزقتها و أحيائها و شوارعها و التوسيع العمراني و إنارتها الغائبة في معظم الأحياء ،وجماليتها التي نأمل أن نرى فيها مدينتنا .
يأتي فصل الشتاء بأمطار الخير فاضحا كل عام مدينة القصر الكبير ،و لحقيقة التدبير الجماعي و البنيات التحتية ،و حقيقة جمالية المدينة ببعدها الترابي و الحضري … .
للأسف خلاصة القول : القصر الكبير مازال لم يرقى إلى مفهوم المدينة !!!