سردية الفرح.

31 أغسطس 2025
Oplus_131072

د : عبد السلام دخان .

الفرح تجربة وجدانية متكاملة تشكل أساسا وجوديا في هندسة فن العيش الإنساني، يتجذر في نسق الحياة اليومية كطاقة حيوية تدفع نحو تنمية الذات وتعميق التفاعل الاجتماعي. في أفق هذه التجربة ينفتح الوعي على انسياب اللحظة، وتتحول تفاصيل الحياة إلى إشارات دلالية تحمل طاقات معنوية قادرة على توسيع المدارك وإثراء الفهم. وتشير بعض أبحاث علم النفس الإيجابي إلى أن المشاعر المضيئة، وعلى رأسها الفرح، تعمل على تثبيت التوازن النفسي، وتعزيز القدرة على التفكير المرن والمتشعب، وإتاحة مساحات رحبة للابتكار والإبداع، بما يفتح أمام الإنسان أفقا لإدراك حلول جديدة تتسق مع عمق التجربة الإنسانية. وفي صميم الفرح تكمن القدرة على الانهمام في اللحظة الحاضرة، حيث تغدو اللحظة مجالا يفيض بالسكينة والطمأنينة. ينبثق الفرح من تيار داخلي يمتد في أعماق الكائن، يخلق انفتاحا معرفيا يمكن الإنسان من اكتشاف الجمال الكامن في التفاصيل اليومية، لتتحول التجربة الحسية إلى انساق من الإدراك تمنح فن العيش انسجاما وامتدادا في الحاضر. وبذلك يشكل الفرح منظومة مركبة توجه العلاقة بين الذات والعالم، وتحول الزمن من مجرد تسلسل للأحداث إلى فضاء حيوي متصل بالمعنى. في هذا الامتداد، يدرك الكائن ما يربطه بذاته والآخرين والطبيعة والكون، ويصبح الحاضر فضاء للاكتشاف المستمر للمعنى الكامن في كل تفصيل.
الفرح مقام أنطولوجي يمنح الاستمرارية والامتلاء الروحي، ويجعل كل لحظة تجربة متجددة تكشف عن جوهر الكينونة، وتمنح القدرة على العيش بصفاء وانسجام، مستشعرا عمق الحياة وجمالياتها المتعددة.

« يجسد المقطع البصري إيقاع الفرح من خلال الأداء الفني المميز لفرقة الدقة الهوارية، ضمن فعاليات مهرجان سوس الدولي للفيلم القصير بمدينة أيت ملول.»

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading