أصدرت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بلاغا في شأن اجتياز مباريات أطر التدريس وأطر الدعم التربوي والإداري والاجتماعي، المقررة للسنة المقبلة.
البلاغ المذكور فتح نقاشا على عدة مستويات، فبعدما قدمنا لمتتبعينا حوارا خاصا من زاوية مدنية حقوقية ، ننشر اليوم رأي السيد المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بالعرائش يتناول السياق الخاص باتخاذ القرارات الجديدة ، ومدى فاعلية الانتقاء الأولي ، واختيار سن الثلاثين كسقف للتعاقد ، ثم هل من تعارض بين المعايير الجديدة ومبدأ تكافؤ الفرص .
_________________________________
1 _ في اعتقادكم ما هو السياق الذي قاد إلى اتخاذ القرارات الجديدة لتوظيف الأطر النظامية للاكاديميات ؟؟؟
لقد جاء اتخاذ القرارات الجديدة وما ينسجم مع مخرجات النموذج التنموي الجديد لبلادنا تحت الرعاية السامية لصاحب لملك البلاد نصره الله ، وتنزيلا لأهداف ونتائج مشاريع تفعيل أحكام القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الهادفة إلى خلق نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم ، لذلك أعلنت الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة يوم الجمعة 20 نونبر 2021،عن إجراء مباريات لتوظيف الأطر النظامية للأكاديمية الخاصة بأطر التدريس وأطر الدعم الإداري والتربوي والاجتماعي، يوم السبت 11 دجنبر 2021. ويأتي هذا الإعلان، وكما تعلمون في خضم الإجراءات والتدابير والقرارات التي اتخذتها الوزارة، والكفيلة بضمان الارتقاء بجودة المدرسة العمومية وتعزيز وتقوية سعيها لتحقيق الإصلاح من أجل مدرسة ذات جودة، مدرسة منصفة ودامجة وعادلة. من جهة والاستجابة للانتظارات الكبيرة للمواطنين من قطاع التربية الوطنية، من جهة ثانية.
كذلك، انطلاقا من المبدأ الأساس، المصلحة الفضلى للتلميذ فوق كل اعتبار، كان لابد من تعزيز جاذبية مهن التدريس وتوظيف أجود الموارد البشرية. ولذا، جاءت مباريات التوظيف هذه ببعض المستجدات، اعتمدت الوزارة على بعض المستجدات أو معايير جديدة لتوظيف 17000 من الأطر النظامية للأكاديميات لدورة 11 دجنبر 2021، واتخذت 4 تدابير ترمي إلى تجويد المدخلات، نذكر :
1- تقديم المترشحين لرسالة تحفيزية لتوضيح حافزيتهم ومدى استعدادهم لممارسة مهنة التدريس؛
2- تحديد السن الأقصى للترشح في 30 سنة من أجل تمكين هذه الأطر من مدة زمنية كافية لتطوير خبرتهم ومسارهم المهني؛
3- تبني معيار الانتقاء الأولي، من أجل اختيار أجود العناصر، بناء على التميز الأكاديمي: الميزة المحصل عليها فيالبكالوريا وفي الإجازة وعدد سنوات الحصول عليها؛
4- استثناء الحاصلين على الإجازة في التربية من الانتقاء الأولي، لاجتياز الاختبارات الكتابية مباشرة، في أفق جعلها رافدا أساسيا لولوج المهنة؛
بالإضافة إلى تكوين أساس يمكنهم من اكتساب المعارف والكفايات الضرورية لمهنة التدريس، وتكوينات مستمرة تروم مواكبتهم لكافة المستجدات المرتبطة بمنظومة التربية والتكوين والتغيرات التكنولوجية التي يعرفها العالم.
2_ وهل يساهم الانتقاء الأولي للمترشحين في اختيار أجود المترشحين؟
لا يخفى عليكم، أن النقاش حول هذا المعيار هو في الأساس نقاش صحي، يعبر عن تفاعل مختلف القوى معه، إلا أن عكس ما هو متداول، وكما لا يخفى عليكم، فالمسؤولية الملقاة على عاتق الأطر التربوية جسيمة، مما جعلها تختار شعار الدخول المدرسي الجديد ” من أجل نهضة تربوية رائدة لتحسين جودة التعليم” كما جاء في مقرر السيد الوزير رقم 084.21 بتاريخ 21 شتنبر 2021 بشأن تنظيم السنة الدراسية 2021/2022، ودلالات هذا الشعار عميقة في مضمونها.
من هذا المنطلق، كان لزاما اعتماد مبدأي التميز والتفوق في انتقاء الموارد البشرية القادرة على رفع رهان الإصلاح وتنزيل مقتضياته التربوية ميدانيا بالمؤسسات التعليمية، تحقيقا لمبدأ الإنصاف لفائدة كافة تلميذات وتلاميذ وطننا العزيز.
3_ ما مدى موضوعية اختيار سن الثلاثين كسقف لممارسة المهنة ؟؟
كما لا يخفى عليكم، وعكس ما يتم تداوله، فالنصوص التنظيمية المعمول بها تسمح للوزارة بتحديد سن الترشح، بتحديد سن للترشح لا يقل عن 18 سنة ولا يتجاوز 45 سنة؛ وهذا الأمر ليس حكرا على قطاع التربية والتكوين، في القطاعات العمومية الأخرى حسب خصوصية وطبيعة كل مهنة، هذا مع التأكيد على أن الأمر كان معمول به سابقا في قطاع التربية الوطنية.
4_ هل لا يمكن اعتبار المعايير الجديدة في الانتقاء المترشحين خرقا لمبدأ تكافؤ الفرص؟؟
لا يمكن اعتبار الأمر بالإقصاء بقدر ما هو ربح الرهان في انتقاء أجود الموارد البشرية. فتحقيق الجودة يقتضي أولا انتقاء أطر إدارية وتربوية متميزة وقادرة على الاسهام في الارتقاء بواقع مؤسستنا التعليمية وربح الرهان بالارتقاء بجودتها، وهذا في انسجام تام مع أحكام القانون الإطار 51.17، وفي احترام تام لفصول الدستور المغربي 2011، والتي تنص على اتخاذ كافة التدابير والاجراءات الكفيلة بتمكين التلميذات والتلاميذ من تعليم ذي جودة.