
– د. خالد الصمدي :
تابعت الجدل الدائر حول المؤسسة الجامعية الموجودة بمدينة القصر الكبير ، وطبيعة التكوينات التي ستفتح فيها ،
وفي هذا السياق ومن زاوية معرفتي المفصلة بالملف ومتابعتي المباشرة له منذ انطلاق فكرته الأولى إلى نهاية الانجاز أقول :
أحدثت الكلية بمبادرة ذاتية وتمويل كامل من كتابة الدولة في التعليم العالي والبحث العلمي ودعم مالي من جهة طنجة تطوان فقط دون أي جهة أخرى وطنية او دولية ، من اقتناء الوعاء العقاري الذي يقدر ب 8 هكتار من طرف الوزارة وتحفيظه بتنسيق بين المصالح المختصة من طرف السيد عامل إقليم العرائش السابق الاستاذ مصطفى النوحي مشكورا سنة 2018 ، ثم إشراف مباشر على الإنجاز من رئاسة جامعة عبد المالك السعدي بتطوان على عهد رئيسها السابق الدكتور حذيفة أمزيان مشكورا الذي كان قد خصص قبل ذلك من ميزانية الجامعة 5 مليون درهم لبناء مدرج كبير من 500 مقعد بالملحقة السابقة للكلية بطريق الرباط في انتظار بناء وتجهيز الكلية الجديدة،
ثم إن اسم الكلية واختصاصها كما صدر في الجريدة الرسمية سنة 2019 هو :
الكلية متعددة التخصصات بالقصر الكبير ، كما تم اقتراحه من طرف الجامعة ثم اعتماده من طرف الأجهزة المختصة بالوزارة ” لجنة تنسيق التعليم العالي ‘ قبل المصادقة على هذا الاسم في مجلس الحكومة، ثم صدوره في الجريدة الرسمية، ليكون مستوعبا لشعب و تخصصات مختلفة بحسب الحاجة ،
وهذا الاسم لا يزال الى اليوم مثبتا في لوحة الاشغال بمدخلها وفي كل وثائقها ولا يمكن أن يغير هذا الاسم إلا بمسطرة مماثلة ومرسوم مماثل ،
وقد أحدثت هذه الكلية في إطار رؤية متكاملة بينها وبين كلية العرائش في الشعب والتكوينات والتخصصات، وليس في إطار التنافس وتنازع الاختصاصات ،
وبما أن مجلس الجامعة لا يملك سلطة تغيير هذا الاسم الصادر في الجريدة الرسمية ، فإن ما رشح عن اجتماعه في 28 من هذا الشهر إنما هو في تقديري اقتراح لتكوينات فقط ، يمكن أن تضاف اليها تكوينات أخرى مستقبلا بحسب الحاجة وإمكانات التأطير ،
والقرار يبقى بعد ذلك بيد الوزارة الوصية، التي ستراعي بالتأكيد حاجيات الساكنة خاصة في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية واللغات وهي التخصصات والشعب التي لا توجد اليوم في كلية العرائش ويضطر طلبة الاقليم بكامله الى التنقل الى تطوان لدراستها حيث توجد الكلية الوحيدة المختصة في هذه المجالات في الجهة ، ومع غياب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بطنجة كبرى حواضر الجهة ،
وتخفيفا عن كل طلبة المدينة والاقليم وحدا من نسبة الهدر الجامعي خاصة في صفوف الفتيات أحدثت هذه الكلية بطابعها المتعدد التخصصات بالقصر الكبير ، حتى تؤدي دورها العلمي والتنموى، استجابة للحاجيات المعبر عنها من قبل الساكنة ،
فإخرجوا حفظكم الله هذا المشروع العلمي من الحسابات الصغيرة والتجاذبات الضيقة ومن الجدل العقيم، فمن المؤكد أن الوزارة الوصية ستتخذ القرار المناسب الذي يحقق هذا الهدف النبيل ، والسلام