د. ربيعة بوعلي بنعزوز
كان اللقاء دافئًا، أعادنا إلى الحي، إلى المدرسة، وإلى تلك المدينة الفاضلة التي تسكن ذاكرتنا. وكان الحديث، كما في كل مرة، مليئًا بالحياة حين يجمعنا المكان بأصدقاء فرّقت بينهم السنوات، لكنهم ظلّوا في الذاكرة.
كانت الكلمات بمثابة تذكير رقيق بأن الواقع الذي فقد نبضه الثقافي لا يحتاج إلى رثاء، بل إلى أولئك الذين يملكون جرأة الحلم، والقدرة على البدء من الصفر.
إننا نؤمن أن الثقافة لا تموت. قد تُهمل أو تُغيَّب… لكنها تعود دائما.
تعود حين تجد من يحتضنها بصدق، من يمنحها صوته ووقته وصدق إحساسه ومن يحميها من تسليع المعنى. فهي لا تحتاج إلى منصات ضخمة، بل إلى قلوب تحتضنها، وإلى أرواح تعرف أن الفن مقاومة، وأن الكتابة خلاص، وأن من يغني أو يروي أو يرسم… إنما يمنح لنفسه ولمن حوله فرصة أخرى للحرية.
شكرا للفنان الرائع عبد السلام الرواعي وزوجته العزيزة على الدعوة الكريمة، ولكل الأصدقاء على حضورهم المميز.