بقلم : محمد اكرم الغرباوي
موت الثقافة بمدينة القصر الكبير لا أخاله كما البعض يعزو لإقبار دار الثقافة الخمار الكنوني التي أتت بعد محنة المثقف والسياسي لسنوات . ولا لخنق الدخول الى قاعة المقاطعة الثالثة التي كسيت بكراسي مسرح محمد الخامس بعد ترميمه. ولا حتى الى ترك المركز الثقافي بالسويقة للدمار و السقوط في صمت رهيب . ولا إلى تفريغ حجم تاريخ المدينة و انشطتها في القاعة الكبرى للبلدية المطلة على الخردة وسيارات الاسعاف و نقل الموتى .
موت الثقافة بالقصر الكبير بدأ بموت حديقة السلام ، و مسرح بريس كالدوس و سينما اسطوريا و المنصور و المكتبات العمومية الثلاث .ماتت بالهروب الجماعي خارج المدينة و التخلص من مشيمتها و شيمها وأفضالها. ماتت يوم فكر كل زعيم مكلف بالثقافة باقامة مهرجانه الأول يليق بمقاسه و ثقافته مبخسا من سبقوه . ماتت يوم قدمو العفن عن الفن . يوم أخلو الكراسي والصفوف وكتبوا فوقها محجوز لأبله يرطن الكلام ولا يحترم الوقت . يوم كتبت المقرات و المهرجانات و تم توثيقها و حساباتها لفائدتهم وصاروا مموني الإقامات الثقافية و حراس أرقامها و غذائها و عشاءها .
موت الثقافة … صار أمرا عاديا اليوم في مرحلة ليست الثقافة هي الأولوية . بل هي لعنة كما هي الكتابة .
لعنة الكتابة عنوان سيظل راسخا بذهن ممتحني هذا الموسم . كما هي لعنة الثقافة و السياسة و الرياضة و الفنون في القصر الكبير حيت صارت هذه الأخيرة مهنة و تجارة رابحة لقلة القلة
ماتت الثقافة بموت أخلاقيات المثقف وقراراته و قناعاته ومبادئه وأحيانا كثيرة بخذلانه أو تخاذله
– الكتابة فاش متكونش ناعس مزيان و الحرارة 40 درجة –