لعنة موت الثقافة

17 يونيو 2025

بقلم : محمد اكرم الغرباوي

موت الثقافة بمدينة القصر الكبير لا أخاله كما البعض يعزو لإقبار دار الثقافة الخمار الكنوني التي أتت بعد محنة المثقف والسياسي لسنوات . ولا لخنق الدخول الى قاعة المقاطعة الثالثة التي كسيت بكراسي مسرح محمد الخامس بعد ترميمه. ولا حتى الى ترك المركز الثقافي بالسويقة للدمار و السقوط في صمت رهيب . ولا إلى تفريغ حجم تاريخ المدينة و انشطتها في القاعة الكبرى للبلدية المطلة على الخردة وسيارات الاسعاف و نقل الموتى .
موت الثقافة بالقصر الكبير بدأ بموت حديقة السلام ، و مسرح بريس كالدوس و سينما اسطوريا و المنصور و المكتبات العمومية الثلاث .ماتت بالهروب الجماعي خارج المدينة و التخلص من مشيمتها و شيمها وأفضالها. ماتت يوم فكر كل زعيم مكلف بالثقافة باقامة مهرجانه الأول يليق بمقاسه و ثقافته مبخسا من سبقوه . ماتت يوم قدمو العفن عن الفن . يوم أخلو الكراسي والصفوف وكتبوا فوقها محجوز لأبله يرطن الكلام ولا يحترم الوقت . يوم كتبت المقرات و المهرجانات و تم توثيقها و حساباتها لفائدتهم وصاروا مموني الإقامات الثقافية و حراس أرقامها و غذائها و عشاءها .
موت الثقافة … صار أمرا عاديا اليوم في مرحلة ليست الثقافة هي الأولوية . بل هي لعنة كما هي الكتابة .
لعنة الكتابة عنوان سيظل راسخا بذهن ممتحني هذا الموسم . كما هي لعنة الثقافة و السياسة و الرياضة و الفنون في القصر الكبير حيت صارت هذه الأخيرة مهنة و تجارة رابحة لقلة القلة
ماتت الثقافة بموت أخلاقيات المثقف وقراراته و قناعاته ومبادئه وأحيانا كثيرة بخذلانه أو تخاذله
– الكتابة فاش متكونش ناعس مزيان و الحرارة 40 درجة –

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading