رجال حول السلطة و القدوة المرجوة!

11 يونيو 2025
Oplus_131072

بقلم : حميد الجوهري

واقعة نحر العيد ربما ترقى في حالات معينة إلى مرتبة العصيان، رغم أن القانون لا يدعم خلاصتي، على اعتبار أن لفظ ” أهيب” لجلالة الملك (حفظه الله و شافاه) كان من الواجب أن تسنده الحكومة بتشريع مواكب، حتى لا يفهم البعض أنه متميز على سائر بقية المواطنين..!
لكن، تمة و اقعة انتشرت موثقة كالنار في الهشيم، فتلقفها الناس بقدر كبير من الامتعاض، “علاش” السيدين الواليين المحترمين لهم جنسية أخرى غير” الرعية”، و قد وضعت لفظ الرعية التي لها وصف واضح في السنن، غير ذلك المفهوم الذي أراد أن يصوره البعض و يبعدنا عن مفهومها الواقعي و اللغوي أيضا، و أعود من هذا الاستطراد على ما تفضلت به من حديث عن تصرفات رجل السلطة، الذي ليس إلا موظف يطبق القانون، و يدافع بعمله عن الدولة المغربية الموحدة، و لا يقبل في هذا السياق نشاز تحت سكرات السلطان، فالهيبة لا تكتسب إلا بقوة القانون، فنحن لسنا في زمن البصري رحمه الله، حتى يقبل منك مسلك الهيبة الذي يأتي من التعسف و تجاوز الصلاحيات، و بالمناسبة قد يكون للمخالفة في هذه الواقعة تكييفا دستوريا ، يمكن أن يرقى مرتبة و أو مدارج تجاوز الصلاحيات، المخولة دستوريا و قانونيا لرجال السلطة مهما علا شأنهم..!
الجميع أن لفظ ” أهيب” كان بمتابة فطام ملكي، لمواطنين متشبتين بإنجاز هذه الشعيرة، بنفس السكين الذي وصل لعضام المواطن جراء تراكمات تدبيرية، لن تقلع بلادنا عنها إلا بمحاربة الفساد، محاربة حقيقية، ليس بالانتقائية و لا الموسمية..؛
ثم، إنك يا سيدي رجل السلطة قدوة في مجالك، في يخص طاعة أمير المومنين كما هو منطوق اليمين الذي قدمته بين يدي سلطان البلاد، و إذا بكما تغترا بمرتبتكما، وفق نفس طقوس الذبح لدى الملك، علاش أيها المواطن السلطوي؟
ربما غرتك المجاميع، فهي سرعان ما تنفض عنك، بعد أن ينزع عنك السلطان لا سمح الله، و إذ ذاك تسلقك نفس الألسن المادحة بألوان من ” عيب عليه” و ربما ” حو فيه” كما تجري الوقائع..!
أكتب هذا الموضوع، و أنا أتذكر رجال سلطة كان لي معهم صداقة و ” لا زالت”، لا يتحرك عملهم إلا بما جرى عليه القانون، و لم يحدث أن غرتهم الأفاعيل فاشتط عملهم، أو تجاوزوا الصلاحيات التي خولها لهم القانون، حتى و نحن بصدد تطبيق الاجراءات الاحترازية ضد كوفيد، و التي سندها قانون الطوارئ، لكن راه إسمه قانون و ليس أفعالا فردية غير مؤطرة.!
كلنا يتذكر مستملحات القايدة حورية التي رفعتها أعلى مراتب السلطة، و لن يتذكرها الناس إلا و الابتسامة تملأ الوجوه، ذلك أنها لم تتجاوز الصلاحية التي خولها لها القانون، بل إنها زهدت في تطبيقه على بعض الوقائع.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading