
القصر الكبير في: 29/05/2025.
تعزية الجمعية في وفاة والدكم المرحوم بكرم الله سيدي عبد السلام الصمدي
من رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير.
ألى الفاضل المحترم الدكتور محمد الصمدي الكاتب العام للجمعية
وبع، علمنا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المرحوم بكرم الله العلامة الشيخ المربي الشريف سيدي عبد السلام الصمدي سليل الشرفاء الصمديين الحسنيين حفذة سيدي عبد الصمد بن القطب المولى عبد السلام بن مشيش، وهو والد الدكتور سيدي محمد الصمدي الكاتب العام لجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير. ولد المرحوم سنة 1940 بمدشر الخربة بقبيلة بني يسف، ولبى نداء ربه يوم 30 ذي القعدة 1446ھ موافق: 28/05/2025م. ودفن بمقبرة الرحمة ظهر اليوم الموالي بالقصر الكبير.
تعلم القراءة والكتابة على جماعة من أسرته، وحفظ القرآن الكريم بمسقط رأسه على يد الفقيه السيد محمد الحنيني الملقب ب “السي بلحاج”، وعلماء آخرين.
انتقل عام 1957 إلى القصر الكبير لإتمام دراسته فانتسب لمدرسة “سيدي أبو احمد” ثم التحق بما تعرف اليوم (الثانوية المحمدية) فأخذ عن أساتتتها آنذاك ومنهم: الأستاذ أحمد السوسي المرتجي، والأستاذ عبد القادر وَيَّة، والأستاذ السيد عبد السلام الطريبق، والشاعر الأديب السيد محمد الشريف القجيري .ثم عين في سنة 1959 معلما بالطور الابتدائي بمدرسة أمجادي بقبيلة أهل سريف، ومنه انتقل إلى القصر الكبير حيث تقلب في عدة مؤسسات تعليمية تعليما وإدارة ومنها: مدرسا بمدرسة فاطمة الأندلسية، ومولاي رشيد، ومديرا لمجموعة مدارس زهجوكة ومجموعة مدارس مولاي إسماعيل في عين العبيد ومدرسة بلعباس ومدرسة علال بن عبد الله ومدرسة الشهيد أحمد الحياني إلى أن أحيل على التقاعد سنة 2000 بعد قضاء حوالي أربعين سنة من العطاء التربوي المتواصل جعله موضع تقدير وتنويه من لدن الإدارة التربوية والمفتشين وأولياء أمور التلاميذ الذين كان يحرص الكثير منهم على تسجيل أبنائهم في المؤسسات التي يدرس بها أو التي يديرها.
وبذلك يعد المرحوم من العلماء البارزين في مجال التعليم والتصوف، مارس التدريس والخطابة والوعظ والإرشاد، لخص الإعلامي المتميز جمال عتو حياة المرحوم قائلا ” تعرف على جماعة التبليغ والدعوة إلى الله في بدايات أمرها في المغرب أوائل الستينات من القرن الماضي، وانخرط في سلكها، وأمضى فيها زهرة حياته، وتنقل للدعوة في ربوع المغرب وخارجه، وجمعته صحبة ولقاءات ومذاكرات مع جمع كبير من أهل العلم والدعوة من المغاربة وغيرهم ومنهم: المشايخ أمراء الجماعة الهنود الكاندهلويين الذين زاروا القصر الكبير سنة 1973، والسادة العلماء أبناء الصديق عبد الله ومحمد الزمزمي، والعلامة الشيخ أبو بكر جابر الجزائري، والعلامة الشريف مولاي على الريسوني، والعلامة محمد بن تاويت التطواني، وعلامة المغرب عبد الله كنون، والعلامة الكبير تقي الدين الهلالي، وأخوه العلامة محمد العربي، والعلامة محمد الحمداوي الأمير الأول للجماعة بالمغرب، والأستاذ البشير اليونسي أمير الجماعة، والداعية الشيخ سعيد الزياني، والدكتور إسماعيل الخطيب، والدكتور محمد الحبيب التجكاني، والحاج أحمد معنينو وعرفته الأجيال المتعاقبة التي ترددت على مجالس الجماعة وارتوت من معينها بمسجد الفتح بالقصر الكبير وغيره من مساجد المدينة، واهبا نفسه للوعظ والإرشاد والتعليم بأسلوب فريد يتصف بالحكمة والاعتدال واللين والسهولة والنفاذ إلى أفهام وقلوب الصغار والكبار المثقفين والعوام على حد سواء .
عمل خطيبا للجمعة منذ الستينات في مساجد متعددة : مسجد الفتح- مسجد مدشر أمجادي آل سريف- مسجد الهدى-مسجد بلهرادية ، ومؤطرا للحجاج، وواعظا في إطار برامج المجلس العلمي المحلي بالعرائش.”
ترك المرحوم دليلا للحجاج ضمنه خلاصة تجربته في تكوين وتدريب الحجاج تحت اسم : ” إضاءة الطريق، لمن أم بيت الله العتيق”
وختاما، لا يفوتنا أن تذكر بعضا من خصاله الحميدة، فقد كان رحمه الله حييا خلوقا مهذبا، تشبعت روحه منذ عرفناه بالقيم الإسلامية الرفيعة، حيث كان رحمه الله يخشى الله في السر والعلن، نقي السريرة طاهر الوجدان، ظاهره كباطنه، سار على الطريق المستقيم لم تغره الحياة الدنيا بزخرفها ومفاتنها، أدار لها وجهه واتجه إلى ربه راضيا مرضيا مطمئنا.
نم قرير العين، فقد أديت رسالك كأحسن ما يكون الأداء، وخلفت وراءك أبناء بررة ربيتهم أحسن تربية.
وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم كافة أعضاء الجمعية لكافة أولاد المرحوم وكافة أسرته الفاضلة بأحر التعازي والمواساة، طالبين من الله عز وجل للفقيد المغفرة والرضوان، ولأسرته الكريمة الصبر والسلوان.
((الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)).البقرة 156. صدق الله العظيم.
رئيس الجمعيةج. محمد اخريف