جمعية الانبعاث تحتفي بصدور باكورة أعمال الكاتبة أم الخير العسري

أمينة بنونة :
احتضنت دار الشباب الحريزي بمدينة القصر الكبير يوم السبت 19 أبريل 2025، أمسية أدبية بهيجة نظمتها جمعية الانبعاث للتنمية والتربية، وذلك بمناسبة تقديم وتوقيع رواية “الفرناتشي” للكاتبة المتألقة أم الخير العسري.
وقد عرف هذا اللقاء الأدبي المتميز حضوراً لافتاً لنخبة من الأساتذة والطلاب والتلاميذ، بالإضافة إلى أفراد أسرة الكاتبة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام. استُهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والنشيد الوطني، لتنطلق بعدها فعاليات الجلسة التي أدارها بكل اقتدار الدكتور أنور ترفاس.
في مستهل الجلسة، رحب الدكتور ترفاس بالحضور الكريم وقدم نبذة تعريفية بالكاتبة المحتفى بها، قبل أن يمنح الكلمة للدكتور حسن اليملاحي، الذي قدم ورقة نقدية قيمة تحت عنوان “السمات الثقافية في رواية الفرناتشي”. وقد استعرض الدكتور اليملاحي بعمق تفاصيل الرواية، مبرزاً السمات الثقافية الغنية التي تجسدت في ثقافة الطعام واللباس والسينما، وموسم عاشوراء، والفضاء المعماري للمدينة. كما أشار إلى أهمية الرواية في ربط الأجيال الحالية بماضي وثقافة الأجداد، مؤكداً أن “الفرناتشي” تمثل ذاكرة حية لمدينة القصر الكبير بتراثها المادي واللامادي.
من جانبه، قدم الكاتب والروائي رضا تنافعت مداخلة ثرية بعنوان “رواية الفرناتشي: القضايا والدلالات والمميزات”. وقد انطلق الأستاذ تنافعت من عنوان الرواية وإيحاءاته ورمزياته، محللاً بعمق المعاني وأسلوب الكتابة. كما سلط الضوء على تناول الساردة لثلاثة نماذج من الأسر المغربية: المتماسكة، المعنفة، والمتفككة. ولم يغفل الإشارة إلى دلالات أسماء الشخصيات ومعانيها في سياق الرواية، فضلاً عن تطرق الكاتبة لقضية التربية والتعليم.
أما الناقد الأدبي محمد جيار، فقد أتحف الحضور بمداخلة نوعية تحت عنوان “جماليات ما بين في رواية الفرناتشي”. وقد أشار الأستاذ جيار إلى الثنائيات البارزة في الرواية، بدءاً من ثنائية السيرة الذاتية والسيرة الروائية (الواقع والخيال)، مروراً بثنائية الماء والنار (الحياة والموت)، وصولاً إلى ثنائية السرد الواحد والمتعدد.
وفي ختام المداخلات النقدية، ألقت الروائية أم الخير العسري كلمة مؤثرة عبرت فيها عن شكرها وامتنانها لجميع المتدخلين والجهة المنظمة. كما وصفت شعورها الغامر وهي تقرأ روايتها للمرة الأولى، معربة عن سعادتها بتحقيق هذا الإنجاز وتحدي “سيدة التأجيل”، شاكرة كل من ألهمها ودعمها وساندها حتى رأت باكورة أعمالها النور.
تخلل الأمسية الأدبية توزيع شواهد تقديرية على السادة المشاركين في تأطير الندوة، كما تم تقديم درع تذكاري للروائية أم الخير العسري احتفاءً بإصدار عملها الأول. واختُتم اللقاء بحفل توقيع الرواية، حيث تفاعل الحضور مع الكاتبة وتبادلوا معها أطراف الحديث حول عملها الأدبي.