– بقلم الأستاذة : أمل الطريبق
المدرسة بيتنا الثاني، امنا جميعا وحاضنتنا التي تواصل تربيتنا بعد الا سرة .لذلك كان ينظر إليها بقداسة لنبل رسالتها ولقيمتها المعنوية والرمزية باعتبار ادوارها المعرفية والتربوية. الكل كان يقدر المعلم ويدرك أهميته داخل المجتمع فهو الاب قبل كل شيئ يتفقد أحوال تلامذته ينصت إليهم يقوم سلوكاتهم يشحنهم بالطاقة الايجابية يدفعهم الى العمل يزرع فيهم حب المعرفة .
وكان التلميذ شغوفا باكتساب المعارف منظبطا ملتزما بواجباته مواظبا على حضور حصصه مستشرفا مستقبله بتفاؤل وأمل.
ماذا جرى لتلامذتنا؟
سأتحدث عن الواقع بعين مجردة وعن التلاميذ باعتبارهم الأمل وربما في مقالات أخرى سأتحدث عن المنظومة ككل التي تخضع لبرامج إصلاحية منذ الاستقلال الى الآن دون أن ترضي طموحنا الجماعي.
التلميذ اليوم متخلف ومتعثر دراسيا وفاقد للرغبة في التعلم.
انه كثير الغياب ومهمل لواجباته المدرسية، يميل نحو العنف ولايقبل بالنصيحة حتى من والديه ومدرسيه
لايضع اي اعتبار للنتائج المحصل عليها فهو يبحث عن معدل بالكاد يسمح له بالانتقال الى المستوى الموالي وإن كان مستواه التعليمي متواضعا جدا مادامت الخريطة المدرسية تسعفه.
التلميذ أيضا لاتستهويه البرامج والمقررات فقد آن الأوان لتغييرها لتناسب أفكاره وميوله، كذلك هو مرهق نظرا لارتفاع عدد الحصص وتزامن الفروض لايمنحه الوقت الكافي للاستعداد لها فيهملها كلها.
غالبية الأسر هشة اجتماعيا واقتصاديا لاتواكب الأبناء الذين يظلون طيلة اليوم خارج المنزل باعتبار الام تعمل في قطاع غير مهيكل بدورها محرومة من حقوقها وتعاني في صمت والأب يتخلى عن واجبه تجاه أسرته .
انسداد آفاق العمل والتفكير في مسالك أخرى غير استكمال الدراسة كهاجس الهجرة الذي بات مسيطرا على تفكير الكثير من تلامذتنا.
التكنولوجيا وأثرها السلبي فهو يسيئ توظيفها إذ المفروض الإستفادة منها في حياته المدرسية غير انه يقبل على التوافه وسفاسف الأمور.
هذه التحديات واخرى الكل بات على علم بها ،ولكن الحلول الناجعة أين هي؟
سوال يجب أن يطرح على الجميع كل من موقعه والكل يجب أن ينتقد نفسه اولا الأسرة. أسرة التعليم،المجتمع المدني،الإعلام وطبيعة الحال الوزارة الوصية.