ندوة علمية بفضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير تخليدا لزيارة الملك محمد الخامس لطنجة والقصر الكبير .

11 أبريل 2025

  • أمينة بنونة :

احتضن فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة القصر الكبير ندوة علمية هامة، تخليدا لذكرى محطتين بارزتين في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر: الذكرى الثامنة والسبعون لأحداث 7 أبريل 1947 بمدينة الدار البيضاء، والذكرى الثامنة والسبعون لرحلة الوحدة التاريخية لجلالة الملك محمد الخامس طيب الله ثراه إلى مدينة طنجة في 9 أبريل 1947، بالإضافة إلى الذكرى التاسعة والستين للرحلة الملكية الميمونة إلى مدينة تطوان في 9 أبريل 1956.
وقد جاء تنظيم هذه الندوة بتنسيق وتعاون مثمر بين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، وعدد من الجمعيات النشيطة في المدينة، وهي: جمعية وادي المخازن لأبناء قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير، وجمعية مدرسي مادة الاجتماعيات بالقصر الكبير وناحيته، وجمعية الأعمال الاجتماعية للمسنين والمتقاعدين بالقصر الكبير، مما يعكس الاهتمام المشترك بهذه الأحداث الوطنية الهامة.
وقد شهدت الندوة حضورا وازنا ومتنوعا، ضم قدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، ونخبة من الفاعلين الجمعويين والإعلاميين المهتمين بالشأن التاريخي والوطني.
افتتحت أشغال الندوة بكلمة ترحيبية وتوطئة مستفيضة قدمها الدكتور محمد الصمدي، القيم على فضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير، والذي استعرض السياق التاريخي للأحداث وأهميتها في مسار النضال الوطني وبناء الوحدة الترابية للمملكة.
بعد ذلك، تناوب الأساتذة والباحثون المشاركون على تقديم مداخلات قيمة، حيث تناول كل منهم جانبا محددا من الموضوع. فقد ساهم كل من الأستاذ محمد جناح والأستاذة فاطمة بالعربي والأستاذ محمد مومن والأستاذ عادل الكبريتي بإضاءات وتحليلات معمقة للأحداث، مسلطين الضوء على دلالاتها وأبعادها الوطنية والرمزية.
وقد عرفت الندوة نقاشا غنيا ومثمرا بين الحضور والمتدخلين، حيث تم تبادل الآراء وطرح وجهات نظر مختلفة، مما أثرى النقاش وعمق الفهم المشترك للأحداث التاريخية. كما تميز اللقاء بعرض شهادات حية ومؤثرة من بعض المتدخلين الذين عاصروا تلك الفترة أو كانوا على صلة بأحداثها.
وفي ختام هذا اللقاء الهام، تم التأكيد على الأهمية القصوى لاستمرارية مثل هذه المبادرات والندوات التي تساهم في تعزيز الوعي الجماعي بالمناسبات الوطنية وترسيخ الذاكرة التاريخية للأجيال الحالية والصاعدة. كما تم اقتراح مبادرة هامة تهدف إلى تعزيز انفتاح المؤسسات التعليمية على فضاء ذاكرة المقاومة والتحرير بالقصر الكبير، وذلك بهدف تعريف النشء والشباب بالتاريخ الغني لمدينتهم والدور المحوري الذي لعبته على مر العصور في تاريخ المغرب.
إن هذه الندوة العلمية التي احتضنها فضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير، تشكل محطة هامة في سبيل تخليد الذاكرة الوطنية وتعزيز الوعي بتاريخ المغرب الحافل بالأمجاد والتضحيات، وتؤكد على الدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه الفضاءات التاريخية في صيانة الهوية الوطنية ونقلها للأجيال القادمة.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading