بوابة القصر الكبير :
يعيش المدمنون على المخدرات الصلبة في طنجة أزمة حقيقية بعد انقطاع مادة الميثادون، العلاج البديل الذي يساعدهم على تجاوز إدمانهم بأقل الأضرار الممكنة. هذه الأزمة أدت إلى موجة غضب واسعة بين المستفيدين من هذا العلاج، حيث خرج عدد منهم إلى الشوارع في حركة احتجاجية، عمدوا خلالها إلى قطع الطريق تعبيرًا عن معاناتهم ومطالبتهم بحقهم في الحصول على الدواء الذي يُعتبر بالنسبة لهم شريان حياة.
المدمنون الذين كانوا يتابعون برامج العلاج بمراكز الإدمان وجدوا أنفسهم فجأة في مواجهة خطر الانتكاسة، بعد أن توقفت حصصهم العلاجية بسبب نفاد الميثادون. وهو الأمر الذي جعلهم يشعرون بالتخلي عنهم، خاصة أن أغلبهم لا يملك بدائل أخرى لمواجهة أعراض الانسحاب القاسية التي ترافق التوقف المفاجئ عن تعاطي هذه المادة العلاجية.
في ظل هذا الوضع، لم يكن أمام هؤلاء سوى الاحتجاج بصوت عالٍ، حيث لجأوا إلى وسائل التصعيد كقطع الطرقات ورفع الشعارات المنددة بالتقصير والإهمال، محذرين من التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن استمرار الأزمة. فهم يرون أن غياب الميثادون قد يدفعهم إلى العودة إلى تعاطي المخدرات الصلبة، مما يعني تدهور أوضاعهم الصحية والاجتماعية، وربما ارتكاب أفعال إجرامية تحت تأثير الحاجة الملحة للمخدر.
على الجانب الآخر، لم تصدر الجهات المعنية أي توضيحات رسمية حول أسباب نفاد المخزون من الميثادون أو المدة الزمنية المتوقعة لتوفيره من جديد. ورغم أن بعض المصادر الطبية أشارت إلى وجود مشكلات لوجستية مرتبطة بتوريد المادة، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتهدئة المحتجين الذين يطالبون بحلول فورية وملموسة.
الخبراء والمتخصصون في مجال الإدمان يحذرون من تداعيات هذا الوضع، مؤكدين أن العلاج بالميثادون ليس مجرد رفاهية، بل هو جزء أساسي من استراتيجيات الحد من الأضرار وتقليل نسب الجريمة والانحراف. كما يشددون على ضرورة تدخل الجهات المختصة بسرعة لتوفير المادة وضمان استمرار العلاج، تفاديًا لأي انعكاسات خطيرة قد تنتج عن غيابها.
في انتظار تحرك المسؤولين واتخاذ إجراءات عملية لتأمين الميثادون للمحتاجين إليه، يبقى المدمنون في طنجة عالقين بين ألم الحاجة الملحة للعلاج، والخوف من العودة إلى دوامة الإدمان من جديد.