شيء من ” البوعزيزية “

17 مارس 2025
Oplus_131072

ذ: ادريس حيدر :
يقينا أن الجميع لازال يتذكر السيد :” البوعزيزي ” ذلك الشاب التونسي الذي الذي لقي حتفه بعد أن أشعل النار في جسده ، احتجاجاً على التعسف و الظلم و الاستبداد ( الحكرة) الذي تعرض له .
و من نافلة القول ، التأكيد على أن هذا الحدث ، كان بمثابة الشرارة التي أطلقت ” ثورة الياسمين” في تونس ، و كانت مقدمة لكل الثورات العربية الأخرى ، و التي أطلق عليها ” الربيع العربي” .
مناسبة هذه المقدمة ، هو ما قام به ذلك الشاب المراكشي و المسمى :” عبد الإلاه الشلوخي ” ، الذي استطاع و بمبادرةمنه ، فردية و جسورة ، فضح الوضع الجد المتدهور و الرديء و السيء ، الذي تشهده الأوضاع التجارية ، و التي تصيب حياة و قوت الشعب في مقتل .
لقد قام بعرض الأسماك التي يبيعها بالتقسيط ، كتاجر بسيط ، بأثمان رخيصة إن لم تكن زهيدة ، تختلف عن تلك الموجودة في السوق ، فاضحا بذلك كثيرا من الأيادي الوسخة و النفوس الآثمة التي تسرق قوت الجماهير .
و قد صادف ذلك حلول شهر ” رمضان ” الفضيل حيث يكثر استهلاك السمك من طرف الأسر المغربية .
لقد كانت مبادرته ، إعلانا عن إدانة الوسطاء و ” الشناقة” و بعض القطط السمان من تجار همهمًًً الوحيد هو الربح و ذلك بامتصاص دم الفقراء .
لقد اشتعلت حينذاك مواقع التواصل الاجتماعي مهللة و مباركة ، هذه العملية المحمودة ، التي قام بها ذلك الشاب المراكشي .
و قد بدا للعموم أنه يمتلك قدرا غير يسير من الثقة في النفس و مرده ، قوة الحق التي يتمنطق و يتسلح بها .
لقد لقي ما قام به ذلك الفتى ، استحسانا و ترحيبا و إشادة ، نظرا لكونه هز قلاع سراق قوت المستضعفين .
هذا الفعل الذي عرى المستور ، و فضح الأطراف المتورطة في إيذاء المواطنين و اختلاس جهدهم و عرقهم و قوتهم و قوت أبنائهم و ذويهم ، طرح أسئلة مشروعة كالتالي :
– أين هي الدولة من كل هذا الفساد الذي يزكم الأنوف ؟
– و أين هي الأحزاب التي تدعي لنفسها مراقبة الحكومة من خلال صحفها و ممثليها في ” البرلمان”، و مسائلة المسؤولين عملا بالمقتضى الدستوري الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة ؟
– و أين هو ذلك ” البرلمان ” الذي يلتهم ساكنوه ملايير من ميزانية الدولة التي يؤديها الشعب ، و الذي يعقد بين الفينة و الأخرى ” سيركه” الشهري ، و أغلب أعضائه نياما ؟
– و هل لا يمكن اعتبار مثل هذه المبادرات ، كشف و فضح للنخبة السياسية و الاقتصادية و فضح للمكونات التالية : الحكومة ، الأحزاب ، الجمعيات ،بعض الإعلام …الخ.
قد يخلص المرء من خلال هذه الواقعة ، على أنها إطارات صورية بل و متواطئة بشكل أو بآخر في الفساد الذي ينخر البلاد .
– و هل ليس من حق المواطن ، و الحالة هذه ، فقدان ثقته في هذه المؤسسات ؟
إن هذه العملية الشجاعة ، تعتبر بمثابة فعل يحوي” قوة هادرة” تصيب الهدف بدقة بعيدا عن غوغاء الأحزاب و ” بروباكاندا ” الدولة .
و هي من دون شك ، فعل يمتح من نهج ” البوعزيزي” ، و يشجع ، لا محالة، على القيام بآخر ، و يعلن ترصده لكل فساد يؤذي البلاد و العباد .
و هي في الآن نفسه إدانة شعبية قوية للدولة و المؤسسات الصورية .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading