رأي : من أجل تحسين الولوجيات إلى منطقة الأوسطال .

15 يناير 2025

اد . وزاني التهامي أحمد :
يعتبر الولوج إلى المنطقة الصناعية “الأوسطال” بمدينة العرائش أمرا كارثيا بكل المقاييس، مما يهدد جهود تشجيع الاستثمار والتنمية الاقتصادية بالمدينة.
الشارع الرئيسي المؤدي إلى هذه المنطقة، التي تضم مؤسسات صناعية و طنية و دولية مرموقة، تشغل الآلاف من الشباب وتدر على خزينة الدولة والجماعة مبالغ مالية كبيرة جدا يمثل نموذجا واضحًا لهذه الإشكالية، حيث يواجه السائقون مشهدا بئيسا من الفوضى المرورية وسوء حالة الطريق لا يتماشى مع مغرب 2030.
تخيل معي، أخي المسؤول، هذا السيناريو البئيس: سائق شاحنة كبيرة قادم من أوروبا، يقطع آلاف الكيلومترات بسلاسة في عدة دول أوروبية ليصل إلى مدخل منطقة “الأوسطال”، حيث تحيط به الإدارات العمومية على يمينه والمحطة الطرقية على يساره ويمر بممرات الراجلين والدراجات و يتقاطع مع ست طرق تؤدي جميعها إلى مدار صغير جدا لا يسمح له بالقيام بدورة مناسبة للولوج إلى الشارع المؤدي للمنطقة الصناعية.
وعندما يتمكن من دخول الشارع، يواجه أسوأ 300 متر في رحلته. في هذه المسافة القصيرة، تتشابك معاناته مع حافلات النقل العمومي و شاحنات نقل العمال و سيارات الأجرة و العربات المجرورة، وأصحاب الدراجات بمختلف أنواعها – هوائية، نارية، وكهربائية – في مشهد فوضوي بشارع مليء بالحفر وغير مهيأ.
يزيد من تفاقم الوضع استغلال الملك العمومي من طرف أصحاب المقاهي ومحلات بيع السيارات التي وضعت لافتات إشهارية كبيرة على الرصيف، مما يدفع الراجلين إلى المشي على قارعة الطريق، مهددين سلامتهم.
هذا الواقع لا يشكل فقط عائقا أمام سائقي الحافلات الكبرى وسيارات دافعي الضرائب بل يمثل خطرا كبيرا على أرواح الراجلين الذين يرتادون المنطقة اضطرارا لأغراض متعددة، مثل الوصول إلى المحطة الطرقية، الكلية، أو الغابة الحضرية بغرض النزهة والرياضة.
هذا الوضع الذي يتحمل مسؤوليته, حسب بعض المهتمين بالشان المحلي ، الفاعل الترابي، يؤدي إلى تعطيل حركة البضائع و تشويه صورة الإقليم الاستثمارية وزيادة المخاطر الأمنية.
الحل من وجهة نظر بعض المهتمين يكمن في اتخاذ قرارات حاسمة تشمل: إصلاح البنية التحتية لتحسين حالة الطرق بالمدينة بصفة عامة وتنظيم مسارات النقل لضمان انسيابية الحركة بهذه المنطقة الحساسة مع تعزيز الرقابة الأمنية المباشرة أو عبر الكاميرات المرورية للحد من الفوضى التي تعاني منها هذه المنطقة.
إن تحسين الولوجيات إلى منطقة “الأوسطال” لا يعزز فقط جاذبيتها الاستثمارية، بل يضمن أيضا استدامتها وسلامة جميع مستخدمي الطرق، مما يعكس صورة إيجابية عن الإقليم كوجهة استثمارية واعدةو كل عام و انتم بألف خير.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Breaking News

We use cookies to personalize content and ads , to provide social media features and to analyze our traffic...Learn More

Accept

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading