اد. حسن اليملاحي
على الرغم من حبها الكبير لأمها ، تجدنا بين فينة وأخرى نضرب موعدا ( ألبا وأنا )، للالتقاء في بيت والدتها الكائن بالكلوط. مثل هذه المناسبات ، فرصة للاطمئنان عن أم ابنتي التي مرت بوعكة صحية في الأسابيع القليلة الماضية. أحمد الله أن تعافيها ودخولها مرحلة النقاهة لن يؤثر سلبا على نفسية ألبا كما كان عليه الأمر في السابق.
أعي جيدا أن ابنتي كثيرة التعلق بروسيو إلى درجة الجنون، أما أنا فأمري لله بسبب قلة حظي. لكن، شكاوى الكثير من الأصدقاء من هذه الظاهرة يجعلني أتغاضى النظر عن هذه المسألة التي تؤرق العديد من الأباء ، بالرغم من تضحياتهم الجسام.
تلك المرة اشتريت لابنتي تورتة( بوستريه)بالفريز، وعطر باريسي من نوع شانيل. تورتة لأنها تفضل تناولها بعد الانتهاء من وجبة العشاء، وعطر لأنها لا تتصور حياة من دون عطر. إنها عادة من عادتها التي واظبت عليها منذ أن كانت صغيرة. هكذا أحاول استمالتها والتقرب منها حفاظا على روابطة الدم، أما روسيو فقد اخترت لها باقة ورد، اشتريتها لها – بحب – من أسواق” لا بوكيريا” ببرشلونة لأني أنجبت منها ابنة جميلة ورائعة على الرغم من حبها الكبير لوالدتها.
تلك المرة، تناولنا عشاء مكونا من حساء السمك وطبقا من الغمبري والسلمون هيأته لنا روسيو بعد أن علمت بقدومي. أعترف أن هذه المرأة تهتم بي كلما حللت بيتها على الرغم مما حصل بيننا في الماضي. هل ما تزال تحبني أم تقوم بذلك من باب المجاملة والبرتوكول لا غير؟
أعترف أني قضيت أوقاتا حميمية مع أسرتي الصغيرة، أوقاتا جعلتني أنسى غربتي عن وطني الأم ووالدتي وأهلي. أن تعيش وحيدا في برشلونة بعيدا عن أسرتك وعائلتك فذلك ضرب من الجحيم .
مع مرور الليل، وبعد قضاء مدة ممتعة تقاسمنا فيها العديد من الحكايات الممتعة والذكريات الجميلة التي عشناها جميعا، طلبت مني روسيو
قضاء ما تبقى من الليلة في غرفة ألبا. وعلى الرغم من إلحاحها، فقد قررت العودة إلى بيتي لأن صديقتي الجديدة ماريا سوريانو تنتظرني…