
– سمية نخشى :
للا مليكة
سيدات مدينة القصر الكبير الفضليات
ضيوفنا الكرام
مساء الخيرات و البركات و اطيب الامنيات
هذه الكلمة لم تكن مبرمجة،
من يومين فقط اقترحها على العزيزة رجاء ( الجعفري) التي رحبت بالفكرة على الفور و لم تبدي أي تردد على الإطلاق ، هو اقتراح بطلب من والدتي حفظها الله ، لاقى استحسانا و ترحيبا في نفسي و في وجداني.
لهذا ، شرف لي أن أتقدم بشهادتي المتواضعة هذه ، في حق المحتفى بها سليلة الحسب و النسب للا مليكة الطود.
السيدة الشامخة التي عرفتها منذ سنين طويلة جدا تعود إلى ثمانينيات القرن المنصرم ،حينما كنت صبية صغيرة في السن و عندما كانت تربطها ، هي و زوجها المرحوم بكرم الله الحاج إدريس الطود أواصر صداقة قوية ب “دار جدي ” المرحوم السي المهدي الريفي .
و ما عرفت أو سمعت عنها الا كل خير من مكارم الأخلاق، و حميد الفضائل و جميل المناقب.
فهي المفرد بصيغة الجمع، اجتمع فيها من الصفات النفيسة ما تفرق في غيرها . هي عنوان العراقة و الأصالة، و رمز النبل و الطيبة و العنفوان
عرفتها أيضا في مناسبة لم تكن سارة على الإطلاق ، بل كانت حزينة جدا ، لكنها وشمت ذاكرتي ، علقت بذهني و لم تبرحه إلى اليوم. كان ذلك يوم فقدت والدي ، رحمه الله . كنت منهارة جدا و الدموع تغرق عيناي المغمضتين، حين سمعت صوتا نسويا قويا يطلب مني أن أفتح عيني ” حل عينك شوف اللي كيعزيك “.
طاوعت صوتها عيناي لأنظر، فأجد للا مليكة رفقة ابنتها الأستاذة سمية التي كانت صديقتي حينها .
تطلعت اليها و انا أحاول أن استوعب حكمتها ، فأدركت ان صوتها المضمر كان ينصحني بأن اتعرف على من أدى معي واجب العزاء ممن لم يفعل و ذلك حرصا على العلاقات الاجتماعية.
هي سيدة مجتمع بامتياز ، لمستها راقية و أثرها طيب.
هي نموذج المرإة القصرية الحرة و الأبية ، لهذا فتكريمها اليوم هو تكريم لكل النساء القصريات الحرائر، فطوبى لهن جميعا بهذا الاحتفاء.
لكل هذا هي سيدة استثنائية من منطلقين:
أولا : من منطلق عطائها الشخصي ، فهي أم فاضلة ، بصمتها الذهبية غائرة من خلال بناتها و أبنائها اللائي و الذين يشرفون مدينتهم و يرفعون رأسها عاليا ، كل من موقعه و مسؤوليته، حفظهم الله جميعا.
لهذا يصدق معها البيت الشعري الخالد لأمير الشعراء أحمد شوقي :
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
انها مدرسة رائدة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
ثانيا: من منطلق عطائها الاجتماعي ، فأنا اعتبرها فاعلة مدنية من خلال مساهمتها في صيانة الموروث الثقافي اللامادي الروحي لفن السماع و المديح بمدينتنا المجاهدة ، و ذلك من خلال الاحتفال سنويا بليلة المولد النبوي الشريف ، فكان بيتها العامر مدرسة لترتيل الأناشيد الدينية و استظهارها جمعا.فكانت حاملة لمشعلها و حاضنة لركن من أركان الهوية الروحية لمدينتنا الفاضلة .
و لا انسى انها سنة 1995، استقبلتنا ، نحن مجموعة من النساء القصريات في منزلها العامر يوم انعقاد الجمع العام التأسيسي لجمعية الأنوار النسوية، فكان التأسيس لرائدة العمل الجمعوي الأولى ، مربية الأجيال، استاذتي الفاضلة، الشاعرة ، الأديبة و المثقفة الكبيرة للا سعاد الطود ( تحية خاصة، كبيرة و حارة لها )
والامتداد المشرق، الواعد و البهي للجمعية اليوم مع الأستاذة نسيبة وفقها الله و أعانها.
لهذا ، فللامليكة، ساهمت في غرس بذور العمل الجمعوي الواعد و الهادف.
سيدتي…….
مبروك هذا التكريم المستحق الذي أثمنه عاليا ، و الذي آمل أن يصبح تقليدا محمودا لا ينقطع.
سيداتي الرائعات……..
كل عام و أنتن بالف خير ، كل عام و أنتن صمام الأمان لأسركن ، لأبنائكن و للمجتمع ، كل عام و انتن نور و ضياء، مثالا لقول مولانا جلال الدين الرومي :” المرإة نور من الله، هي ليست حبيبة و لا مخلوقة بل هي خلاقة ”
شكرا لكن جميعا و طاب حفلكن