– د.إدريس الشلوشي الإدريسي
القصر الكبير وفي حضرة بنية الأدب الرفيع والبحث الأكاديمي الجاد ومسار كبير حافل بالعطاء تبرز من هذه المدينة أعلام كبيرة شقت طريقها لتسمو في مجال تخصصها مع الكبار وطنيا وعربيا ودوليا بصيغة المثقف العضوي الذي ينخرط في قضايا المجتمع ويبحث عن الإشكالات المعرفية والفكرية ويرسم لها نسقا بمثابة خارطة طريق تفك رموزها، الأول سيدي مصطفى يعلى بن حينا النيارين المرس الهري بحارة الشريعة مسكن العلماء والفضلاء حول الجامع السعيد وأم هانى وسيدي منصور والسويقة وسيدي يعقوب وللا عائشة الخضراء وسيدي المجول
، ارتقيت نحو العلا وعبرت عبر مسار من أستاذ الثانوي التأهيلي إلى أستاذ بالمركز التربوي الجهوي بالقنيطرة إلى أستاذ التعليم العالي بالمحمدية ثم عدت إلى القنيطرة أستاذا جامعيا بكلية الأداب جامعة بن طفيل التي تعد الأن من أرقى الجامعات المغربية ترتيبا، شغفتك القصة والحكاية التي تشربت نبتتها من حلقات القصر الكبير من الشخصيات الحكواتية من قصدابو وبريكدم وعبيدة الرمى وولد حلبيمة العويرة وغيرهم ممن أمتعونا بحكايات ألف ليلة وليلة وكتاب الحيوان وغيرها من الروائع التي تجذب إليها أسماع المتحلقين قرب سيدي بوحمد ورحبة الحايك ومدخل سوق الحنة والمرينة فيما بعد، تخصصت في الأدب الشعبي تدريسا وتأليفا ثم ناقذا أدبيا مرموقا، يحق للقصر وبلدك أن يفتخر بك، لقد أديت ووفيت، شكرا لك، الثاني الرفيق سيدي أنور المرتجي الأستاذ الجامعي والناقذ الأدبي أستاذ ا للسانيات بكلية الأداب ظهر المهراز بجامعة سيدي محمد بن عبد الله، من أسرة أل المرتجي السوسي أسرة علم، أغلب عوائلها سكنت حي باب الواد من الغطايين الديوان الطابيا القطانين سوق الصغير حمام سيدي ميمون دار الدباغ وسيدي شمهروج وطبعا يتربعها قمة المسجد الأعظم والمدرسة الأهلية، طقس أخر من عمق الإنتماء الحضاري العميق، من أحسن أساتذة شعبة اللغة العربية ومع أسماء كبيرة الكثير منهم أساتذي من أل السرغيني والشاد وطنكول والمنيعي والكغاط ومفدي والتازي أل سعود والفهري وغيرهم ممن كنا جزءا من ذاكرتهم سواء في أقسام الجامعة ومنتدياتها أو في نادي جمعية الأعمال الإجتماعية لأسرة التربية الوطنية بفاس التي كنت عضوا بها قريبة من سكناي بشارع عبد الله الشفشاوني وسط المدينة التي حفل برنامجها الثقافي والترفيهي بأنشطة وطنية ودولية راقية استد عي إليها الكثير من الأسماء العالمية، شكرا لك ويحق للقصر أن يفتخر بك، من هذه الحاضرة الأدبية النشيطة التي يحفل سجلها برسوخ قدمها وعلو كعبهابسسب حيوية مثقفيها قبل وبعد الإستقلال، مع تجربة جمعية أصدقاء ابن حزم التي كانت وراء استدعاء زيارة نزار قباني سنة1965،وجمعية مواقف مع المعطي القرقوري وأنشطتها الجريئة ثقافيا، ومع جمعية الإمتداد الأدبي مع الصديقين العزيزين د سلام ادريسو وعبد الإله المويسي كتجربة رائدة، وعدد من المنتديات والمهرجانات والأسماء. التي لا تسعها أطروحات جامعية تقف عندها وتبرز رجالاتها وأدوارها في صناعة المبنى والمعنى الجميل الذي عشناه منذ أن كنا صغارا، تحياتي.
