
ذ. الخليل القدميري
في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وبعد مغادرة المدرسة القرآنية بالسوق الصغير، كنا نمرُّ من حي الديوان في اتجاه حي اسكرينيا، وفي طريقنا كان دكان البقال اليهودي مردوخ، الرجل الثخين الذي يبيع زريعة نوار الشمس ذات المذاق الذي يسيل له لعابنا. كان الرجل شيخاً خفيف الظل يتكلم معنا بابتسامة عريضة ولكنه كان يرفض رفضاً باتاً أن يقرضنا، وكلما طالبناه بذلك كان يشير بسبابته إلى لوحة معلقة في واجهة المحل مكتوب عليها باللغة الإسبانية أن ” الطلق ممنوع اليوم وممكن غداً”، ويقول ضاحكاً :” اليوم لا، أَجيوْ غَدَّ، مرحبا بكم”.