
ذ. حسن شروي :
وانا مار من أمام باب الثانوية التأهيلية المحمدية رأيت مجموعة من التلاميذ يلعبون الروندا وفئة متفرقة منهمكة في جوف المشقوف الذكي وهم جالسون في الدروج المؤدي لحومة البريو.
تذكرت حينها جيل تلاميذ اوخر السبعينات وبداية الثمانينات لما كانت نفس المؤسسة تحتضن الإعدادي والثانوي، تذكرت مستوى الوعي الثقافي و المعرفي والسياسي المتميز لجيل تلك الحقبة.
كنت استمتع بالندوات الثقافية التي ينظمها تلاميذ السلك الثاني ومستوى خطاباتهم ومناقشاتهم لقضايا متنوعة.
كانت الثانوية مرأة حقيقية لما يدور وسط المجتمع القصري ،فكم من شرارة احتجاجية انطلقت منها لازالت راسخة في تاريخ المؤسسة.
حقا لا ابالغ إذا قلت بأن الثانوية التأهيلية كان الوعي التلاميذي بها انضج بكثير مما نراه اليوم عند فئة عريضة من طلاب الجامعة.
اتأسف كثيرا لمستوى الوعي الذي يميز جل تلاميذ جيل الانترنيت الذي من الواجب ان يكون أكثر نضجا وتقدما من جيل كان مصدر معرفته الوحيد الاستاذ(ة) والكتب المدرسية التي يتوارثها عن إخوته أو جيرانه.