بقلم : ذ . خديجة اليملاحي
ألقيت هذه الكلمة بمناسبة تأبينية ج محمد بنونة رحمه الله .
تحية محبة وتقدير لروح المرحوم الحاج محمد بنونة الوطني الصادق، و
الإنسان والأب الوديع الفنان الفوتوغرافي المبدع والمقتدر ، فقيد عائلة
آل بنونة الأصيلة والكريمة وفقيد مدينتنا القصر الكبير.
نجتمع اليوم لتكريم أيقونة فن التصوير الفوتوغرافي على المستوى
المحلي، وورائد من رواد هذا الفن على المستوى الوطني.
إنها لحظة مفعمة بمشاعر شفيفة وقيم نبيلة قيم المحبة والوفاء والا
عتراف والحنين إلى زمن جميل خلدته عدسة الفقيد الفنان محمد بنونة
الذي كان شغوفا بهذا الفن و عاشقا لمدينته ؛ حيث جعل الكاميرا أداة
كتابة وتوثيق لمرحلة من تاريخها ، إذ أبدع صورا عديدة لأشخاص وأماكن
ومعالم أصبحث تشكل جزءا حيا من ذاكرة المدينة
إنها لحظة اعتزاز بما أنجزه الفقيد الذي أصبح يشكل جزءا من الإرث
الثقافي لمدينتنا، والجدير بالذكر أنه لا يخلو بيت من بيوت العديد من
السيدات والسادة الحضور الكرام من صور موقعة باسم الحاج بنونة
شخصيا كنت قد قمت بزيارته في مختبره قبل توقفه نهائيا عن العمل
وجرى بيننا حديث طويل عبر فيه عن حزن دفين على ما آلت إليه
أحوال المهنة وما طرأ على مدينتنا من تراجع اجتماعيا
وثقافيا وحضاريا .
إن صورك تحكي عن مدينة عنوانها الحلم والإبداع ؛ مدينة كان هواؤها
معطرا برحيق زهر البرتقال والياسمين ، مدينة متجدرة في أعماق التاريخ
؛ مدينة صغيرة في خارطة الجغرافيا ، كبيرة في خارطة الفكر والإبداع و
الصلاح ، مدينة منفتحة على مختلف التعبيرات الفنية والإبداعية (شعر
مسرح ، موسیقی ، تشکیل ، فن الصورة ومختلف أصناف السرديات.
إن صورك ستساهم في إضاءة ملامح وجوانب مشرقة من تاريخ مدينتنا
الأصيلة، ستثير عدة تساؤلات وتجعلنا نقارن بين ماضي وحاضر مدينتنا
ستحثنا على العمل من أجل استعادة القصر الكبير لمعالمه الحضارية و
الحفاظ على الذي مازال حيا منها بترميمه وإصلاحه بطريقة سليمة من
خلال مجموعة من المشاريع . تجربة الفقيد في حاجة إلى بحث ودراسة
وما خلفه من أرشيف يستوجب مواصلة وتكثيف الجهود لتثمين وصيانة
ذاكرة مدينة القصر الكبير بإقامة معرض دائم للصور التي توثق لمراحل
من تاريخها؛ وفي هذا الإطار ندعو إلى تسليط الضوء وتثمين العمل
الجليل الذي أسداه الحاج محمد بنونة لذاكرة مدينته لتتعرف الأجيال
الصاعدة على معالم المدينة قبل أن يطال بعضها التشويه أو الطمس أو
المحو نهائيا كما حدث لمسرح بريس كالدوس والسينما أسطوريا و
السينما الطبيعية ؛ لأن إعادة إحياء هذه المعالم يعتبر واجبا ودينا علينا
نحن بنات وأبناء هذه المدينة الأصيلة.
وفي الأخير لابد من الإشارة إلى حضور الفقيد في المجال الرياضي من
خلال تسيير ودعم النادي الرياضي القصري.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح الجنان مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا
فاتح نونبر 2024
.
،
.