
——— د. عبد السلام دخان——––
وحده الخريف يوحد الأرض مع جذورها، يعيد لها وهجها ومجدها التليد. يمتد موج البحر إلى التخوم، وفي الجانب الآخر للمحيط يتدفق النهر مع الأوراق، يحقق النهر سلاما مفقودا بين الذات والعالم، إنه الهدوء المطلق الشبيه بالبدايات الجميلة، بهجة البياض تبدد سواد الكآبة. لا رسائل هنا ولا ردود فقط لحظات من الهدوء الرومانسي الشبيه بغيمة الشاعر إبراهيم ناجي.
الخريف رئة الفصول، به أستعيد صدى الذاكرة، و ترنسندنتالية الذات في ترحالها، وقدرتها على ابداع استعارات تعبر عن قلق الوجود، وطرائق التفكير في اشكال متفردة لممكنات الحياة. ولا ينبغي- في تقديري- النظر إلى الخريف بوصفه تحققت زمنيا فحسب، بل بوصفه فصلا يمنح الكائن طاقة مدهشة لاستعادة علاقته بالحواس وبالإدراك الجمالي.