
ذ . ادريس حيدر :
كانت تروقني في طفولتي ، أشكال و نماذج معينة ، و أَجِدُ راحتي البصرية و النفسية عند رؤيتها .
و اكتشفتُ باكرا ، أن التناسق و التناغم في شكل الإنسان أو مظهر الطبيعة أو إبداع البشر ، يبعثُ داخلي نشوة و قبولا و استحسانا و ارتياحا نفسيا كبيرا .
و أَدْرَكتُ في أوقات لاحقة ، أن ذاك الشعور الخاص الذي كان ينتابني و لازال ، مَبْعَثُهُ : ” الجمال ” و وَقْعُهُ على النفس و الروح .
كما أنني استوعبتُ أن ” الجمال ” هو قيمة مرتبطة بالغريزة و العاطفة و الشعور الإيجابي ، و هو يُعطي معنى للأشياء الحيوية ، و ليس له قياس محدد ، فكل إنسان يراه بشكل مختلف .
و الجمال قد ينشأ من تجربة صامتة و إيجابية .
و في هذا الإطار ، ترتد ذاكرتي إلى سنوات خلت ، حيث عشِقْتُ جميلات ، التقيتُ بهن في مسارات من حياتي ، كما أنني أُعْجِبْتُ بوسامة بعض الرجال ، خاصة عندما تُضَافُ لها مهاراتهم الاستثنائية في ميادين اختصاصهم .
سحرُ الجمال لا حدود له ، فالطبيعة هي الأخرى تفتنني بتلاوينها المختلفة و مناظرها الخلابة .
و نفس الأحاسيس تنتابني و أنا أتأمل لوحة فائقة الاتقان و معبرة ، كما أن الموسيقى ، تُشنِّفُ مسامعي و تهدأ من روعي في كثير من الأحيان بل و تهذب ذوقي . و الكلام نفسه يطال فنون و إبداعات أخرى ك: السينما ، المسرح …الخ .
و هنا أستحضر تلك الصبية الأندلسية المبهرة الجمال و التي كانت تُسمى :” كارمن ” ، و كنتُ قد أحببتها من أول نظرةً، و كانت قد بادلتني نفس المشاعر و العواطف .
إلا أن حبنا البريء ،أُجْهِضَ نظرا لكونها هاجرت مع أسرتها إلى بلادهم ” إسبانيا” .
و بالرغم من مرور سنوات طويلة عن هذا الحدث ، فلازلتُ أتذكر جمالها الأخاذ .
يتبع …