إرث حي سوق الصغير

16 أكتوبر 2024
Oplus_0

ذ . عبد الرؤوف الزكري : 
قدر الأحياء العتيقة، أن تشكل المركز الرمزي والروحي خصوصا للمدينة، وهذا حينا الزاخر بمعالم المدينة الدينية. فقد شكل أبرزها: المسجد الاعظم، نقطة جذب لكل الأنشطة الدينية، ويأتي على رأسها: صلاة عيد الأضحى، و ذبيحة إمام المدينة به. والتي كانت تنقل عبر دراجة نارية ثلاثية العجلات غير الصينية الحديثة طبعا، ويحج الناس من مختلف ربوع المدينة، مصطفين على جنبات الطريق، من المسجد إلى منزل الإمام: عبدالقادر نخشة رحمه الله. وفي ذكرى المولد النبوي، كانت تنطلق الكثير من المواكب، من الزوايا والأضرحة المبثوثة في أزقته نحو ضريح المدينة الأكبر: مولاي علي بوغالب. بالإضافة إلى كثرة المنازل التي تقام بها ليال من المديح والسماع، و غيرها من فنون الجذبة، لطرق صوفية غير محصورة العدد. أما في أيام عاشوراء، فالكثير من البيوت رهن( الطلبة)، إيجارا أو ضيافة، يقضون الليل في ختم القرآن الكريم و ما تيسر من الأذكار المحفوظة الموروثة، يتبرك بها أهل الحي كلهم. نستعرض هذا الإرث الحضاري، ونحن نشاهد على مواقع التواصل الاجتماعي، ثلة من أبناء الحي البررة، الذين ما زالوا يعضون على بعضه، مسخرين منازلهم للقوم ومحبيهم، إحياء لهذه الشعائر، ويصلون الحاضر بالماضي. ومازالت تلك الأعلام برمزيتها تجوب الأزقة، على الابتهالات والذكر الحكيم. زادها بهاء، التجديد الذي حظيت بعض معالم الحي الدينية، جعلها أهلا لتشد إليها الرحال، والظفرا بجمالية المنظر، وتطهيرا للمخبر.

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading