
ذ : ادريس حيدر :
و بعد تمكين الفرقة التي أنشدت الأمداح النبوية من وجبة العشاء ، و كذلك المرتلين لبعض آيات الذكر الحكيم ، بعد ذلك انصرفوا إلى حال سبيلهم ، فأذنت ” جوهرة ” للطباخين و المساعدين بتقديم وجبة العشاء للمدعوين .
كان الجوع قد تمكن من الحضور ، نظرا لتأخر العشاء ، و هكذا تناول أغلبه الطعام بنهم .
و صبيحة الغد ، اهتزّ الزقاق بالصياح من طرف الساكنة التي لم تحضر الحفل الديني المقام من طرف :” جوهرة”.
كان أصوات البكاء و العويل يتردد صداه في كل أركان الزقاق .
لقد قضى و توفي كل الذين حضروا ذلك الحفل .
تجمع كثير من الفضوليون الذين كانوا يسكنون أزقة و دروبا قريبة ، بهدف استطلاع الأمر .
و في نفس الآن ، حلت بالمكان سيارة الإسعاف التي كانت تحمل طبيبا و ممرضين ، كذلك التحقت بالزقاق دورية للشرطة و رجال الوقاية المدنية .
و بعد نقل جثت الموتى إلى المستشفى قصد إجراء تشريح لها ، تبين أن أولئك الأشخاص تم تسميمهم من خلال طعام العشاء الذي أُعْطِيَ لهم و تناولوه .
شاع الخبر الحزين في الزقاق و المدينة .
و مساء ذلك اليوم الذي أُعْلِن فيه وفاة المدعوين بسبب سم تناولوه في عشاءهم ، علا صوت :” جوهرة” ، و كانت تطل من على سطح منزلها و قالت :
” لقد دافَعْتُ عن نفسي ، و قتلتهم قبل أن ينفذوا مخططهم المقيت و القاضي بتصفيتي .”
و أضافت :« أنا ” جوهرة” الذكية و القادرة على تجاوز كل الصعاب ، و إفشال كل مؤامرة التي كانت تُحاكُ ضدي .
لن أسمح لأي أحد بالإساءة إلي .
إن الموتى لم يتركوا أمامي من سبيل ، سوى قتلهن بالتسميم ، لأخلص منهم .
و ليعلم الجميع ، أنني لستُ نادمة .
( تْغَدِيتْ بِهُمْ ، قْبَلْ ما يَتْعَشَاوْ بِيَا ”
كان رجال الأمن ، قد بدءوا بمباشرة إجراءاتهم ، بعد أن تلقوا الأمر من السيد وكيل الملك من أجل إيقاف :” جوهرة” و إحالتها على العدالة لتقول كلمتها في الموضوع .
خيم حزن رهيب على الزقاق نتجة جريمة القتل الفظيعة و الوحشية التي ارتكبتها : ” جوهرة ” ، و ظل ما تبقى من ساكنته قيد الحياة في حالة ذهول نتيجة الصدمة التي أصابتهم بسببها .
انتهى /…
تشكيل : إدريس حيدر .