امتدت علاقتي بالأستاذ عبد اللطيف الشنتوف على مدى أكثر من خمسة عشر سنة، كان ابتداؤها بالجامعة، مرورا بالمعهد العالي للقضاء، ثم بفترة تأسيس جمعية “نادي قضاة المغرب”، فالمشاركة في تسييرها على المستوى المركزي بصفتي كاتبا عاما إلى جانبه كرئيس لها.
وقد كانت هذه المدة كافية لمعرفة خصال الرجل وأخلاقِه، خصوصا في بعض المحطات العصيبة التي مرت منها الجمعية، وما كانت تعانيه من بعض التضييقات والتشديدات، وما ترتب عن ذلك من مآزق وأزمات لا يعلم أكثرها إلا نحن الإثنين.
وإذا كان الرجال يعرفون بالحق كما يقال، فلا مبالغة إن ادعيت أنني أعرَف الناس بشهامة الأستاذ عبد اللطيف الشنتوف، خصوصا عند محك تلك الأزمات والمآزق الكفيلة بالكشف عن “الذهب” من “النحاس” في معادن البشر ؛ حيث ظل حريصا على مبادئه، مخلصا لثقة زملائه، أمينا على مصالحهم المشروعة، وفيا في الترافع عليها، قويا في الدفاع عنها، صادقا في الوقوف إلى جانب الحق حيث ما كان، صادقا في الدفاع عن استقلالية السلطة القضائية.
نتيجة لما سبق، واستحضارا لما لم أبُح به من أسرار ربما سيأتي الكشف عنها في مذكرات شخصية، ومراعاة لثقتي في الرجل، أعبر عن دعمي لكل خطوة ارتأى الأستاذ عبد اللطيف الشنتوف خطوَها، كما أعلن أنني سأظل سندا له في الضراء أكثر من السراء.