تجليات النزعة الإنسانية في ديوان شبيهي في وجوه للشاعرة الأستاذة زهرة احمد بولحية

25 سبتمبر 2024

بقلم:الأستاذة امل الطريبق باحثة في الكتابة النسائية بالمغرب.

تعدالشاعرة زهرة احمد بولحية إحدى شاعرات الألفية الجديدة. استطاعت بموهبتها الوقادة ولغتها الصافية الرقراقة وابداعاتها الأدبية بما فيها من رقة وعذوبة ان ترسم لها خطا مميزا في المشهد الشعري النسائي بالشمال ضمن كوكبة من الشاعرات نذكر على سبيل المثال لا الحصر مريم المهدي التمسماني، سعاد بازي، حليمة المرابط، أمينة الجباري، فاطمة الزهراء الفزازي،وحفيظة أعراس وغيرهن.
ان المتصفح لديوان شبيهي في وجوه يلمس النزعة الإنسانية متغلغلة في ثناياقصائده ثاوية في لغته نابضة مع بوح الشاعرة وتعابيرها الهادفة الي الاهتمام بالإنسان وتقديم كافة أشكال المساندة له بدون شرط اوقيد من منطلق رابطة الأخوة وبعيدا عن كل الشرور من غرور، وتكبر، وانانية وحسد وغير ذلك.


استقت الشاعرة زهرة احمد بولحية انسانيتها من معين اسرتها التي غرست فيها المبادئ العليا، والقيم الفضلى. ومن فيض اساتذتها الذين وجهوها الوجهة الأدبية وزودوها بآليات الكتابة المنشودة،ولعل تجربتها في التعليم كمدرسة لمادة اللغة العربية الحاملة للقيم اغنت هذه النزعة وحلقت بها إلى سديم الابداع ناهيك عن نشاتها في مدينة العرائش مسقط راسها المعروفة باشعاعها الفكري والثقافي والفني، فهي مدينة منفتحة على كل الحضارات الإنسانية.
وللاستدلال على إنسانية شاعرتنا نستحضر قولها:
لاتحزني أيتها الرؤي
اذا صرت ضبابا
اذا الشمس خلفتك
في تقطعات الضوء
ربما صرت نجمة
او ربما…. سقطت غيمة
تروي تعطشي
للادواح1
فعلى غرار شعراء المهجر كايليا ابو ماضي، وجبران خليل جبران، ونسيب عريضة، وميخائيل نعيمة تعزف الشاعرة على أوتار الإنسانية الجامعة للمشاعر الجميلة من فرح و امل، وتفاؤل ورجاء والبعيدة عن مشاعر الحزن والياس والاحباط
فهي تدعو الي اجتنابها والتغلب عليها بالتفاؤل واستشراف الغد الأجمل ولها اليقين بأن النور حتما سينبثق من ظلمة ليل الحياة. فالرؤى المضببةو التي تخلت عنها الشمس في الطريق حتما ستصير نجمة تنير حلكة الليل اوغيمة تهب للعطاشى الخصب والحياة.
وفي قصيدة أخرى تقول:
هذه مهجتي اشعلتها
هذه أصابعي اوقدها وهجا يرافع
من أجل شراع يحمل سفني على الإقلاع
والمدن ابتهاج… في العروق تسري2
الشاعرة في هذا المقطع متاهبةللاقلاع ومهياة للفرح الذي تستوحيه من بهجة المدينة ويجري في عروقها مجرى الدم فلا حياة بدون فرح، ولا فرح بدون حياة
فمبدا الشاعرة الترافع عن سعادة الإنسان، والاقلاع الي عالم إنساني ارحب تسود فيه قيم المحبة والجمال.
وانا اقترب من العالم الشعري للاستاذة زهرة احمد بولحية سجلت بعض الملاحظات المنهجية والموضوعية منها:انها تختم قصائدها بنغمة تفاؤلية حتى وان بدت متشائمة في بداية القصيدة
تقول :
صوت نشيد يكتظ بالعابرين….. وجه المسافرين
الباحثين
في مواكب النور
عن قوافل الظل
حيث تقام الخيام
مسك يقين3
ترسم الشاعرة للباحثين عن الاستقرار والامن الروحي الطريق المؤدي الي اليقين.
ومن الملاحظات التي استرعت انتباهي ايضا ثقافة الشاعرة وسعة اطلاعها على الثراث الإنساني في المجمل المطلق موظفة التناص الاقتباس، والرمز والاسطورة.
فمن القرآن اقتبست قولها:4
تأتيني بنبرة
من سدرة المنتهى الجمر
ونجد توظيفا للتناص في قولها

يامن يعز نايهم علينا
والناي في باب الوصل تسهيد 5

فالشاعر ابو الطيب سبق الشاعرة إلى ذلك حين قال
يامن يعز علينا أن نفارقهم
وجداننا كل شيئ بعدكم عدم
اما الاسطورة فحاضرة في شعرها من خلال استثمارها لحكاية سيزيف تقول:
لن اسوف رقمي
سيزيف… ظهري6
هذه بعض الاضاءات التي اهتديت بها في سبر اغوار عالم الشاعرة زهرة احمد بولحية الذي ينبض بالإبداع والفن والجمال، والذي يرسم معالم تجربة شعرية متفردة عطاء وجمالا
1قصيدة شبابيك من ديوان شبيهي في وجوه ص14
2قصيدة هو وهي من نفس الديوانص16
3قصيدة وجه الصفحة الأولى 55
4قصيدة لا حمرة ص71
5قصيدة بحثا عمن حدودي73

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة

نستخدم ملفات الكوكيز لنسهل عليك استخدام موقعنا الإلكتروني ونكيف المحتوى والإعلانات وفقا لمتطلباتك واحتياجاتك الخاصة، لتوفير ميزات وسائل التواصل الاجتماعية ولتحليل حركة الزيارات لدينا...لمعرفة المزيد

موافق

اكتشاف المزيد من أخبار قصراوة العالم

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading