
محمد أكرم الغرباوي
باحث في الفنون التعبيرية
الفج الحقير فقط من يتناسى أفضاله و توجيهاته ودعمه اللامشروط دائما و الواو متعدد و مختلف و كثير جدا . أخلص منذ اللابدايات الى ماوراء الآن وهنا . لأصدقائه و رفاقه و من عرفه أو تعرف عليه في مسيرات الحياة … صامدا مناضلا أصيلا . في الميادين الطلابية الجامعية و بساحات النضال الخلاق مطالبا بالعمل الشريف و الكرامة و العدالة و الحرية و الحق في الحق . عرفته الجامعة أيضا متمكنا من لغة مساره الاكاديمي تخصص لغة إنجليزية و كذا محاورا رصينا في الآداب الإنسانية و اللغات و الفلسفة و التاريخ ….
رشيد الجلولي . الذي نال الدكتوراه في الآداب ليعلمنا أن الباحث الإنساني متعدد اللسان و البيان . موهوب العطاء العلمي . رشيد بارك فعاليات ثقافية كبيرة و متعددة و أسس لبعضها و ترك بعضها الآخر في صمت وعزة نفس . لم يكن يوما محبا للظهور أو البروز أو الضوء أو الألقاب . ترك مجالس و مقاعد ووظائف حامت حولها الشهوة و الشهية ليرحل عنا بنقاء وصفاء سريرة .
رشيد الجلولي علمنا نحن الشباب و ألهمنا أسرار الحياة و العيش الكريم بكرامة و حرية و معرفة . كان يتهادى الكتب و المجلات العلمية الرصينة . لم يكن بخيلا في معرفة او فكرة رائدة . داعما للجميع مباركا البدايات الأولى وموجها متتبعا للقادم منها . عرفت رشيد عن قرب يوم فكر دعم إحدى الإطارات الثقافية بعدما نهل منها القيل و القال و سهام الغذر جمع الجميع مناصرا لها . عرفته وسط جموع القلة المثقفة وهو يتوسط الحلقيات و الحلقات يحاضر و يعلمنا مالا نعلم . رشيد الآن اختار عزلة الأنيق وسط قلوبنا جميعا بعد وعكته الصحية الأخيرة . في غيابه أدركت محبة الناس له في السؤال عنه . وأدركت حجم المثقف الحقيقي حين غاب عن مجالس و محافل الثقافة . بل أقول صادقا غابت الثقافة معه . شأنه شأن غياب الروائي الأديب عبد الاله المويسي ، و الأديب الشاعر محمد أحمد عدة ، والناقد و الكاتب الصحفي أحمد الدافري و الدكتور مصطفى الغرافي و غيرهم كثر …

غابت الأسماء و الكثير من اللمات الألقة في عزلة رشيد الذي لا نريده ضوء بعيدا
. نريده بيننا كالأمس وفاء و بقاء .
الحديث عن رشيد الجلولي شبيه بالخوف في روايته ، مغري وفي نفس الآن ممتع . في محبته كان هذا النبض