
د.لطيفة الجباري
ايها الصغير؟
انت زهرة مائسة
كان حري بك ….
ان تشع….
الفرحة بين مقلتيك
وترتع…
بين ابويك
تنتظرك مائدة الطعام
بكل ما لذ وطاب
اعدت لك…بشوق وحنان
هنيئا مريئا
غدك معد لك
غير اني..
ارى الاسى…
باديا على وجهك القمري
والحيرة تغمر
محياك الوردي
ايها الصغير!
انت زهرة مائسة
كيف ينوء كتفك
بصندوق او سطل التين
والسكين في يديك
تشري حبة
بثمن بخس..
على الشط للعابرين
حريصا على برودتها
غير مبال بالشوك…
والنصب..
ما امر تلك الحبة المقشرة !
بتلك اليدين الرقيقتين
ايها الصغير!
اين دنياك المغتصبة؟
اين اللعبة الالكترونية؟
اين الدراجة الهوائية؟
ايها الصغير!
اولى ان تظل زهرة،
او جدولا او بلبلا
تشدو كما تشاء
كيف تسلب منك
سداجتك و طهرك؟
وترفع الشفاه…
عن اوان شغلك
هل انصفتك؟
لا، لا لم تنصفك
وانت تنوء
بصندوق التين الشوكي
بين الشطان
تستجدي المشترين
وتبيع براءة طفولتك…
..للعابرين.