
ذ. ادريس حيدر : .
شارك محامو مدينة القصر الكبير ، كما غيرهم من ربوع الوطن في الوقفة ، التي دعت لها :” جمعية هيآت المحامين بالمغرب ” ، يومه السبت :27|07|2024، ، أمام البرلمان ، على إثر مصادقة هذا الأخير ( الغرفة الأولى) لمشروع قانون المسطرة المدنية .
ابتدأت الوقفة حوالي الساعة 12 و استمرّت إلى حوالي 02 زوالا ، حيث اختتمت بالبيان العام .
و مما جاء فيه :
” إن ما يقع ، انتكاسة حقيقية و يعيد طرح مفاهيم العدالة للنقاش في الدولة الديمقراطية .
إن هاته الوقفة مناسبة للتعبير عن الرفض الجماعي للمحاميات و المحامين المغاربة لهذا المس الخطير للثوابت الحقوقية و المكتسبات الدستورية ، و هم يشجبون بقوة محاولات المس بالمحاماة و رسالتها .”
و تخللت هذه الوقفة شعارات تشجب و تدين كل ما من شأنه المساس بالمحامي ، مستحضرين نضال المحاميات و المحامين من أجل دولة الحق و القانون .
مضمنين شعاراتهم ، إرادتهم القوية في النضال المستمر ضد كل محاولة تحاك ضد المحاماة في موقعها و أدوارها .
كما أشاروا إلى أن مشروع قانون المسطرة المدنية المصادق عليها مؤخراً من طرف البرلمان ، يحمل في طياته تراجعات كبيرة ماسة بالحقوق و المبادئ الدستورية ، بل و يشكل ردة حقوقية كبيرة ، عندما يمعن في التمييز بين المواطنين على أساس وضعياتهم المالية و حقهم في الدفاع و الولوج المستنير للعدالة .
و قد عمت هذه الوقفة أجواء التضامن و التآزر و الوحدة من أجل الدفاع عن القيم الفضلى التي آمن بها المحاميات و المحامون ، و ناضلوا بهدف تنزيلها على أرض الواقع .
و بعد نهاية الوقفة ، انصرف المحامون إلى حال سبيلهم متفقين على التصعيد و المشاركة بكثافة في المحطات الاحتجاجية المقبلة .
و بعد تناولهم وجبة الغذاء بأحد المطاعم بالعاصمة و كانت قد صادفت إحياء إحدى الأسر لعيد ميلاد أحد أفرادها ، و التي شارك في إحياءها بكثير من الحماس كل المحامين المشاركين في الوقفة ، حيث أثلجت صدر المحتفى بها و كذا أسرتها .
و بذلك يؤكد المحامون و بعفوية أنهم أبناء الشعب ، يشاركون في أفراحه و أتراحه .
إلا أن لكل عملية نضالية ضريبة يؤديها المناضلون .
و هكذا و أثناء العودة إلى مدينة القصر الكبير ، حصل عطب بالحافلة ، و ظل المحامون و المحاميات على قارعة الطريق ، لزمن ليس بالقصير ، و عندما بعثت شركة النقل المتعاقد معها ، شاحنة أخرى ، حصل بها هي الأخرى عطب آخر .
فما كان من المحامين إلا الترجل مشيا على الأقدام في اتجاه محطة الأداء ، ليقوم بعض محامي مدينة العرائش مشكورين بتقديم يد العون إلى زملائهم ، و ذلك بإحضار سيارات الأجرة لنقلهم إلى مدينة القصر الكبير .
و بالرغم من المعاناة التي عاشتها المحاميات و المحامين في طريق عودتهم إلى ديارهم ، إلا أن الحماس كان يغمرهم ، كما الرغبة و الحاجة و الإرادة القوية في وضع حد للإجهاز علىً هده المهنة النبيلة .

