د . عزيز الهلالي:
رأيتكِ وسط عاصفة رملية تلفّ رياحها القوية جسدك النحيل. هالني ما رأيت، وفجأة لم أعد أرى سوى سحابة مظلمة، كادت روحي أن تزهق من شدة الصراخ. وإذا بكِ تلجين مكانًا، به قطع نفيسة ومنحوتات نادرة جدًا. في ركن ما من المحل، كنتُ أقف خلف لوحة قديمة، كان صاحب المحل يرمم ما تبقى من كُسور اعترت إطارها.
ـ صديقتي، أراكِ تُجدين تأويل الأحلام، انظري ماذا ترين؟
قالت وكأنها تتذكر حدثًا بعيدًا:
ـ سأنبئك بتأويل قدرنا. أما العاصفة، فإنها سيل من التيه جرف سفينتنا، والظلمة غُصة عجز لم نستطع عليها قُدرة. أما المكان، فإنه ذاكرة أحلامنا وحكاية عشقنا، وأما الإطار، فإنه عزف شاعري نالت منه رياح زمن عاتية.
صديقي وحيد، علاقتنا مُرة وحلوة، انهزام وانتصار، قلق وفرح، لكنها نسخة فريدة ولن تتكرر، طالما أن إصلاح الإطار، بالرغم من قدم مادته، ممكن لأصالته.